الشاعر محمد علوى يكتب قصيدة : هَلْوَسَةٌ عَلَى حَافَّةِ اٌلْجُنونِ
مَنْ أَكونُ ؟
أَعاقِلٌ أَنا أَمْ مَجْنون؟
أَ شَيْءٌ أَنَا أَمْ حَيٌّ أَمْ بِيَ ظُنونٌ؟
نَظَراتُ ذَوِي جِنَّةٍ تَتَقَاذَفُنِي
تَسْتَقصدني مِنْ كُلِّ اٌلْعُيُونِ
فَأَرَى كُلَّ مَنْ حَوْلِي حَمْقَى
وَ أَنَا اٌلْعَاقِلُ اٌلْفَحْلُ اٌلْمَفْتونُ.
أَجَلْ لَعَلَّهَا حَقِيقَتي
لَوْلاهَا لَفَقَد وُجُودِي لَهِيبَه
وَ تَقَطَّعَتْ أَوْتَارُ صَمْتِي اٌلصَّاخِبْ
يَا لَهُ مِنْ هَذَيان!!
أَيْنَ اٌلْحَقِيقَة ؟
أَرَى اٌلْعُقَّلَ وَ هْمٌ وَ اٌلْحَمْقَى وُجُودٌ
وَ أَرَى اٌلتُّفَّهَ سِيَادٌ وَ اٌلدُّهَاةَ قُعُودُ
وَ أَرَى اٌلرُّزَّنَ تَيْهٌ وَ اٌلرِّعَاعَ صُعُودُ
وَ أَرَى اٌلْبَذِيَ عَرْضٌ وَ اٌلْوُعَّظَ شُرُودُ
أُحِسُّ أَنِّي وَاحِدٌ رَغْمَ تَعَدُّدِي
أَسْبُرُ غَوْرَ تَمَرُّدِي عَلى ذَاتِي؟
فَأَهْمِسُ فِي داخِلي
مَا أَضْيَقَ نُبُوغَك !
هَيَّا أَيُّهَا اٌلْمَخْبُولُ
لَمْلِمْ عَفَارِيتَ كَلِمَاتِكَ
وَ اٌكْتُمْ أَصْوَاتَ أَوْرَادِهَا
وَغُصْ عَمِيقاً فِي قُمْقُمِ مِخْيَالِكَ
مُحْتَمِياً بِتَمِيمَةِ عَاقِصَةَ
وَ ضَعْ عَلَى فُوَهَةِ مَغَارَةِ هَامَتِكَ
حِرْزَ كَبِيرِ اٌلسَّحَرَةِ
وَ هَاجِرْ إِلى اٌلْبَيَاتِ
لَعَلَّ سُبَاتَكَ
يَحقق لَكَ القَلِيلَ مِنْ هَلْوَسَتِكَ.
أَوِ اٌنْتَظِرْ زَعْقَةَ اٌلْهَاتِفِ
وَ حَوْقَلَةَ اٌلْكِرَامِ اٌلْبَرَرَة
وَ هَمْهَمَةَ اًلنُّسَّكِ اٌلْكَهَنَةِ
يُزِيحُونَ جَامُورَ اٌلْقُمْقُمْ
فَتًصَعَّدُ دُخَّاناً
يَتَبَدَّدُ فِي غَيَابَاتِ اٌلْعَدَمِ.
وَ تَعُودُ لِحَقِيقَتِك.
القصر الكبير في ٢٣/١٠/٢٠٢٢