بدر عدنان يكتب: من البداية إلى النهاية
بدر عدنان رباط الخير المغرب/
أنا طفل كباقي الأطفال الفرق الوحيد أن أبي مات. أظن أنني لست الوحيد في هذا العالم الكبير الذي فقد أباه، لكن أبي ليس ككل الآباء. كان اسمه الحسن وهو حسن الخلق والطباع،كان يجالسني ليل نهار ويهتم لأمرئ رغم ضيق الحال كان يحملني أمامه على دراجته الهوائية ويجوب بي الجبال ويقطف لي أجمل الأزهار.في فصل الصيف كان يحرص على أن يعلمني السباحة والعزف على القيثاره فأبي كما قلت لا يشبه باقي الآباء كان فنانا ويهوى الحياة .شاءت الأقدار أن يذهب ليلا إلى المقهى كي يلتقي بعض الأقران بينما هو عائد أحد السائقين المتهورين باغته بأنوار سيارته ففقد الرؤية للحظات،انزلقت رجله أراد أن يتكأ كي لا يسقط من أعلى القنطرة لكن هته الأخيرة لم يكن لها جوانب تحمي من الأخطار. سقط أبي وصراخه يسمع من فناء الدار ولا زال صراخه في مسامعي يتردد إلى الآن وأسئلة كثيرة لا أجد لها جواب :هل القنطرة هي السبب؟ أم المقهى؟ أم السيارة ؟أم طبيب المستشفى الذي قال خذوه إلى البيت فهو بألف خير ..؟؟ تتوالى السنين وأنا أقف كل عام أمام القنطرة أعيد شريط أبي من البداية إلى النهاية.وأعود إلى البيت لأحكي له كل يوم حكاية عشتها معه وهو ينظر إلي مبتسما وتنطق صورته المعلقة على الحائط لتقول لي لا تنسى أن تدون يابني الحكايات سيأتي يوم يحملها كتاب يتعلم منه الصغار كيف يصبحوا آباء.