” هلوسات” بقلم عصام زروالي

على أثر نور يسطع في وجهي ويوقظني من حلم كان مستمرا وما لبث أن تجسد في مشهد النور، فجأة انسجم الحلم مع الحقيقة ليشكلا ليا الوهم، رفعت الملاية عني وأخذت هاتفي بجانبي، العاشرة والنصف، إنه موعد أن أقطع تلك المسافة الطويلة لأشتري بعض الفطائر للفطور وعلبة سجائر من نوع ماركيز أو كازا، فغيرهما لا أدخن، ولا أجد حاجة لتدخين الأنواع الأخرى ما دامت هذه تفي بالغرض، “القطعة”بحق ،بأس هذا،
بعد أن أحضرت الفطور والسجائر تناولت لقمة خبز وبعض جرعات الشاي وأنا انظر إلى علبة السجائر ولعابي يتسايل،هذا طبيعي فالأوضاع جعلتني أظطر لكي لا أدخن أياما لأحتكر بعض المال وأحتكر بعض الوقت لتتحسن صحتي، ممدت رجلاي على الأريكة، استخرجت بعض الحشيش من جيبي وهممت في لف الباص الذي سيوصلني إلى اللا أرض تحتي ولا سماء فوقي، إلى العدم والنسيان، إلى الحرب الفكرية التي أخوضها كل يوم بعد الفطور لأستأنفها في مساء نفس اليوم،لففت سيجارة القنب، أشعلتها وأنا أفكر، هل تفكيرنا كاف لإثبات وجودنا أم أن وجودنا يعتمد على عيشنا بسلام؟
اممم في هذه الحالة أرى أن تفكيرنا يثبت وجودنا كمادة تفكِّر وتُحرَّك من طرف العوامل والأسباب، وتُحرِّك لتنتج عواملا وأسبابا لآخر من أجل أن يتحرك ويحرك بدوره، بالنسبة لي هذا النوع من الوجود منصف وغير منصف في نفس الوقت، وأعتبر أن الوجود الحق الذي له طعم هو الذي يحدد من خلال تحريكنا وحركتنا السليمة، وهكذا نحقق السلام ويصبح إثبات وجودنا مرتبطا بعيشنا بسلام من خلال تحركنا وتحريكنا بسلام، وهذا طبعا لن يتحقق فإن غاب النقيض غابت الأهمية، ولأصبح الوجود لا موجودا، سقطت السيجارة الملفوفة على سروالي فأحرقت ملابسي وأحرقتني وأحرقت تسلسل الفكرة، غريب أمر هذا الذي حدث مُحَقق السلام “السيجارة”محققة انبثاق الفكرة النابعة عن السلام الذي أحدثته هي نفسها، محققة اهتزاز السلام وخروجي من السلام، وهذا الأخير يعني خروجي من الفكرة، أحركها فتحرك شيئا ليحرك آخر وآخر لتصلني من حركتي التي أحدثتها وهي لف السيجارة حركة خلفها محرِّك وخلفها محرِّك وخلفها محرِّك آخر لنصل للمحرك الأصل الذي هو أنا، هل يعني هذا أنني محرك نفسي ولا دخل للآخر في حركتي؟ أم أننا في دائرة حركية كل بموقعه يحرك نفسه من خلال لأخر منتظرا انعكاس حركته على الآخر والآخر والآخر ليصله دوره في التحرك والذي انطلق منه أصلا؟
تبا أكاد أجن .

* عصام زروالي طالب باحث بشعبة الدراسات العربية فاس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.