د أمل درويش تكتب : إعلام العصر الحديث

 

مع التطور السريع في البرمجيات وانتشار برامج التواصل ظهر أسلوب جديد علينا في الإعلام وهو ظاهرة اليوتيوبر والانفلونسر والبلوجر وغيرها من المسميات التي تشترك جميعها في كونها تُقدَّم بصورة فردية دون الحاجة لقنوات الإعلام التقليدية..
هذا النوع الجديد من الإعلام بات أمرًا واقعًا وانتشر بين الشباب ثم انتقل لباقي المراحل العمرية وصار لكل مرحلة ما يخاطبها ووجد فيه المتابعون ما يخاطب اهتماماتهم؛ فانسحب البساط تدريجيًا من القنوات التقليدية مما دعا بعض تلك القنوات إلى اللجوء لأساليب مختلفة غير تقليدية لمواجهة هذا التطور..
ولكن كيف واجهت هذه القنوات ما حدث؟

الترند والفرقعة الإعلامية:
للأسف لجأ الكثير من المذيعين إلى أسلوب الترند والفرقعة الإعلامية وإثارة البلبلة واللغط من خلال استضافة نماذج غير مؤهلة للظهور في هذه القنوات، ومجرد طرح أسمائهم للمشاركة في هذه برامج يعتبر إفلاسًا واستخفافا بعقول المشاهدين.
وربما كان تجاهل مثل هذه الظواهر هو الحل الأمثل، ولكن ذلك لن يُحدث ضجة ولن يخدم أهداف هذه القنوات.

تجاهل النماذج الإيجابية:
ورغم أننا نتابع أخبار الكثير من الناجحين في مجالاتهم عبر وسائل التواصل، ومن خلال زيارات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للكثير من المؤسسات التي تقدم نماذج ناجحة تحدت كل المعوقات لتثبت وجودها؛ إلا أننا نادرًا ما نجد اهتمامًا بهذه النماذج، أو على أقصى تقدير يتم استضافة من نال فرصة لقاء السيد الرئيس فقط، ونتجاهل البقية، فقط لأن هذه القنوات تريد استثمار هذا اللقاء وليس من باب تقديم النماذج الناجحة لتكون قدوة للشباب.

وبعد كل ذلك لن نتعجب إذا رأينا هؤلاء الذين اقتحموا مجال برامج التواصل واستغلوها ليقدموا محتوى أفضل وأقرب للواقع ويخاطب عقول المتابعين.

آثار هذه الظاهرة:
إن تفريغ الإعلام من أهدافه الحقيقية لهو خسارة فادحة سوف تترك أثرها على المجتمع والأجيال القادمة.
وهذا اليأس والإحباط الذي ينال من شبابنا مردّه هذه الصورة التي ينقلها هذا الإعلام وإصراره على تصدير الإسفاف والظواهر السلبية والتغاضي عن الأمثلة الناجحة.

تنسيق شامل:
ولحل هذه الأزمة نرجو التوقف وإعادة ترتيب الأوراق لكي يتم التنسيق بين كافة الجهات كي تحقق الجمهورية الجديدة أهدافها، وأن تكون هناك خطوط عريضة تلتزم بها القنوات؛ فكما نحن مع حرية الرأي، يجب أن نحرص على احترام عقول المشاهدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.