” أقنعةٌ مُحنّطة “قصيدة للشاعر محمد زين
بِكَرَمٍ أسطوري
خمدتْ جذوة اليأس
صِرْتُ نكرةً غير مقصودة
يا زمن الحاضر التراجيدي
قد أهيم، أتيه
أسبح في الفضاء
لا في غدير ماء الفراغ
يا زمن الحاضر..
خُذْ بيدي، حلّقْ بي،
على بساط غيمة تنداحُ
لا تجفّ،
أتألّم لِحُرقة حالِ مُروّضي الغيلان
يلاحق سمعي بطش أموات الأحياء
و زفير الأنفاسِ المسلوبة
منْ شَرَك يد الطوفان
عفاريت التقتيل تختبئ وراء الجسر
تتربّص بنا
الوجوه المعذّبة.. الهلامية،
تختنق وسط الأصدقاء المتعاركين
وراء السّتار،
هناك في الدّهاليز الرّاكدة
تتناطح أحلامهم الكابوسية
و أنا أتوارى عن الأنظار
لسْتُ من عالمهم
أنام على وسادة السّلام
فتحْتُ واجهة الكتاب
ماسكا بحبل الحبكة
ألفيتُ كَفَّها هزيلا
يبحث عن فجوة
بين الوسطى و البنصر
عن إشارة مرور منْ كبد البركان
حيث القذى صخور مسنونة
و اللّظى أنين زاعق
سأصيرُ مُنهكَ الأحلام..
كَكُلّ مساء حزين
أُداعبُ كلمةً تُنجزُ فِعلها
كَرُضاب مُزنة
تُمطر حرارةً على أقنعة الخريف
فَتُشمّرُ الأشجار عن سيقانها.
ضاجٌّ رأسي
تارة يدنو من سقف انتظاراته
و تاراتٍ يكسر شوكة إرادته
حرفي حشود تستهجن
قبح النفوس المخاتلة
تُرمّم صدْعها،
تُضيّق شرْخَ الهوة
تفتح فوهة الكوة
لِتَجِدَ لي
مخاضا عاصفا في الصّفوف الأمامية
بدتْ معه قسمات وجهي
دماءً تنبجس
على قاب قوسين أو أدنى
من عيش آزفٍ.