قصة قصيرة:الإنتظار الأخير بقلم عائشة خشابة

 

  • بينما هو يوم الجمعة الأولى من كل شهر كعادتنا للقاء وفي نفس المكان جئت قبل الميعاد بخمس دقائق جلست على طاولتي المعتادة أنظر الى الساعة في إنتظار تحرك عقاربها لتدق الثانية بعد الظهر جاء مقدم الطلبات وأحضر فنجانين من الشاي وضع أحدهم أمامي والأخر في الجهة الأخرى ولكن أشرف لم يأتي بعد.

انتابني القلق والتوتر ناديت على النادل دفعت له الحساب وقبل أن أنصرف حاولت الإتصال به لكن هاتفه غير مشغل .غادرت الكافتيريا وأنا حائرة ماذا عساني أفعل كي أعرف سبب تأخره وما الذي يبقي هاتفه خارج الخدمة .

أشرف هذا شاب يكبرني بسنتين يشتغل محاسب في أحد الشركات الكبرى تعرفت عليه في حفلة عيد ميلاد صديقتي مريم حيث وجدته بين المدعوين عرفتني به مريم على أنه ابن عمها، وعند مغادرتي الحفل طلب مني رقم هاتفي ،اتصل بي بعدها مباشرة حين عدت إلى البيت حيث أبدى إعجابه بي ومنذ ذلك الوقت ونحن على تواصل .إتفقنا على الزواج لكن بعد أن أنهي دراستي بالجامعة وكانت هذه سنتي الأخيرة ..
لم أعرف أين أسأل على أشرف فليس لديه سوى أمه التي لاتزال على قيد الحياة تعيش مع أخته الوحيدة في إيطاليا ، توجهت عند مريم علني أجد أية معلومة عنه .
فتحت مريم الباب بعد أن قرعت الجرس وانتظرت طويلا لتقول:-مرحبا سارة تفضلي .
تفضلت وجلست ،ففاجأتني :
-آسفة عزيزتي لما حدث لم أكن أعلم شيء لقد عرفت للتو حين سمعت أبي وأمي يتحدثون عن أشرف.
سألتها ويداي ترتعشان من القلق والخوف:
– ماذا حدث لأشرف ؟
-ألا تعرفين شيء بعد حسبتك تعرفين كل شيء.
-تكلمي بسرعة ماذا حدث لأشرف فأنا أتصل به لكن هاتفه غير مشغل.
-آسفة عزيزتي كان بودي لو تعرفين الخبر من شخص آخر غيري لكنني لن أخفي عليك ما حدث ،أشرف الآن بإيطاليا ،استقل الطائرة صباحا .
أجبتها بسرعة :
-هل حدث أي مكروه لوالدته ؟
أجابتني وهي تحبس الدمعة من عينيها وتمد يدها تربث على كتفي :
-لا عزيزتي أمه بخير ..
ترددت قليلا قبل أن تخبرني بأنه سافر إلى إيطاليا ليعقد قرانه على شابة إيطالية حتى يتمكن من الهجرة إلى هناك بطريقة شرعية ويبني مستقبله بالقرب من أمه وأخته ..
لا أعرف كيف أصف شعوري حينها تمنيت لو أني في غير المكان وفي غير الزمان تمنيت لو أنه مجرد حلم أو مزحة ..غادرت بيت صديقتي وأنا لا أعرف من أكون ..هل أنا إنسانة غبية صدقت إنسانا مخادعا دون أن تشك يوما في أي شيء ..أم أن الإخلاص الذي عاهدت نفسي عليه لا يوجد إلا في الخيال وفي قصص الروايات.

بقلم عائشة خشابة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.