رحلة الشغف : للقاصة حسناء الوهابي
مازلت أذكر تلك الطفلة التي تحتمي بقطعة بلاستيكية من غزارة الأمطار في حضن الغابة، كانت ترعى شويهاتها وتدندن أناشيد :جاء المطر..جاء المطر..، كانت قد انقطعت عن الدراسة لظروف قاهرة قاسية؛كلها ذكريات تدور كطنين نحلة بعدما وقفت بها الحافلة أمام الاعدادية التي بكت كثيرا كي تلجها، لم يساعدها حظها بعد، وبقيت تسرد الأحداث القاسية التي وقعت معها وهي طفلة نيئة، إنها وئام، قصيرة الطول، طويلة النظر، ذات شعر أحمر ونمش صغير،وأنف ذو أرنبة جميلة، فارقت حضن أمها وحنان أبيها منذ سنين، كانت كل ليلة تبكي بألم شديد، وتنظر للمستقبل بأمل جديد، بقيت تعمل في المزارع، ثم البيوت، ثم المعامل والمصانع، لمدة ليست بالقصيرة، ولمعاناة وألم وقسوة ليست بالهينة، بعدئذ تزوجت، وخالت نفسها أنها ستستقر، لكن حر الزوج ومعاملته القاسية لايطاقان، اكتسبت قوة جديدة وبدأت رحلة الطلاق، المحكمة..مكتب المحامي..الجلسات..، وبعد حصولها على الطلاق، ولدت من جديد، واستكملت دراستها، وحصلت على مرتبة رفيعة.