الكاتب كاظم شلش : يكتب دراسة نقدية للشاعرة نقاء الشمري

قصائد كأنها.. عزف الألياذة و الأوديسا
ستشرق الشمسُ..وقداسة الشَّوقِ .

قصائدٌ بقلم شاعرة عراقية كبيرة من بابل الحضارة والتأريخ تكتب بنفَسٍ جميلٍ وممتعٍ في فن الصورة التي يُطلِق عليها الأستاذ علي الامارة اسم ( القصورة) في منجزه الشعري. بمعنى فن (القصة و الصورة).. و الشاعرة بنت العراق/ بابل تحتوي هذا الفهم ولكن بطريقة مغايرة في رسم عالم بلا خرائط ضمن تعرجات وتموجات الخطوط المتشابكة والكثيرة في فهم المعنى وفك طلاسم لب المعنى بطريقة عزف الكتابة وتراقص الحروف تبعث الأمل على وجوه المتعبين والمُقعدين والحيارى من أصحاب الإعاقة والوجع الدائم…

الألياذة
( ستشرق الشمس )

خاطبتُ نفسي
الليلُ أسدلَ ظلامَه
سننطلقُ..سنختلقُ
نفتعلُ الأسبابَ
نشقُّ بين الصخورِ طريقاً
نطأُ رغمَ العجزِ كلّ الصعابِ
برغمِ اليأسِ والإحباطِ
رغمَ الحزنِ والآلامَ
نفتحُ للأملِ ألفَ بابٍ وباب
يا نفسُ اصبري
تحملي
بالصبر ِمفاتيحٌ
لا يعرفُها إلا ذواتَ الألبابِ
أقولُ ستمضي.
وتمرُّ أيامُنا الصعاب
تشرقُ الشمسُ
برغمِ الأوجاع ِبرغمِ المصابِ
تعودُ أيامُنا ربيعاً
ففي القلب الصّبا..
ليس في الشعرِ وإن شابَ
نفتحُ أبوابَ الأملِ
للتفاؤلِ للحب ِللأحبابِ
فمن الظلمةِ ينبثقُ النورُ
بنظرةٍ حنونةٍ
ابتسامةٌ
لذلك الذي يسكنُ الروحَ
تشرأبُّ له الرقابُ
تعودُ بهجةَ الروحِ
يرقصُ الصّبا
يدبُّ في القلبِ الشبابُ
وإن حلمَاً لٍلقاء
بعضُهم يقولُ وهماً سراباً
نظلّ ننشدُ قربَه
نستلذُّ حديثَه
نترقبُّه يقبلُ
وإن طالَ البعدُ
كشمسِ تشرق ُبعد الظلامِ
كربيع ِبعد البردِ والشتاءِ
سيقبلُ…
وعدني…
هو لا يخلفُ الوعودَ
لا بد من اللقاءِ

نقاء الشمري

(الألياذة)1
ستشرق الشمس
تعجز الكلمات عن وصف إبداعك وتألُّقك والتميُّز في الحرف ..فأنت من طوعت الأحرف وانشأت منها قصيدٱ و ملاحمَ عشق لا تنتهي برغم الوجع.. برغم الكرسي الدوّار ومايقبع خلفه من ذاكرةٍ للوجع .. يا سيدتي الشاعرة أنت بهذه الصورة الشعرية تتضامنين مع كل مُقعد.. بأن رحمة الله فوق كل شيء وكأنك بهذا تقولين لا للتكاسل.. لا للخمول.. نعم للأبداع فمن فقد عضواً فهناك الكثير من الأعضاء تعمل وتتحرك. ويجب علينا أن نتواصل مع حركة وديمومة الحياة الدائمة بالإستمرارية. والتفاؤل.. ونضع نُصب أعيننا أن هناك ربٌ رحيم بعباده.. تشكرين على هذه (الإلياذة) سيدتي حتماً ستشرق الشمس.. وأنت ترسمين لنا الصورة الشعرية بأتقان وتفرد.. الكبيرة الأميرة نقاء الشمري وعليكم أحبتي أن تفهموا فن الصورة جيداً بيد فنانة تجيد لعبة تراقص الحروف فيما تكتب وتقول ..حفظك الله ورعاك …مودتي والورد ..النقيه الشاعرة نقاء الشمري …على كل هذا القصيد الماتع..

الأوديسا 2
قداسة الشوق.. قصيدة تشبه ..الأوديسا
مبنى ومعنى بيد شاعرة كبيرة وفنانه تجيد رسم الحروف بتفرد وإتقان.. لذا علينا وعليكم أحبتنا أن نتفرّس بدوحة هذه الفرس الجامحة كيف تصول وتجول في الأدب الشعري.. وهي تصهل بخطى الواثق ثم ترسم لنا دوائر تتركنا لوحدنا كيف نخرج من عنق الزجاجة.. ونفكك شرنقة ماتريد من هذا البوح القداسوي للعشق هذه هي الأميرة الشاعرة الرائعة نقاء الشمري.. وكل ماتكتب من حرف يشدني نحو الغموض تارة.. ويفتح علينا نوافذ للضوء تارة أخرى كأنني بها تريد من المتلقي ان يفهم معنى ماترسم من صورة دافنشيه
فيها من الغموض والسر العقلائي الذي يبحث عن تفكيك لكل خطوة في شطر القصيد.. كبيرة أنتِ سيدتي سلم البنان والبيان وتقبلي مني هذا القليل على ماأتى منك من كثير في جمال أخاذ.. للبنان والبيان أحتراماتي

* الأوديسا 2
( قداسة الشوق )

كزهرةٍ بين أوراقِ كتاب ٍ
تتطايرُ في مهبِّ الرِّيح ِ
كقلوبٍ يوخزُها شوكُ الألمِ
تقفزُ بعد نومٍ مريحٍ
تنتفضُ مشاعري
وإليك تعدو ..
بلا ترتيبٍ بلا أسبابٍ
بلا استأذانٍ
بلا تصريحٍ
كصرخةِ شوقٍ
لا أدري كيف اكتُمُها
كفرسٍ جامحٍ
لا أعرفُ كيف ألجِمَها
قلي بربِّك كيف
أُعيدُ ترتيبَ ذاتي
بُعدُك أنهَكَ كِتماني
صبري ….احتمالي
صمتُك وصمتي
يحاولان أغتيالَ
ذلك العصفورِ الجميلِ
السجينِ….
خلفَ قضبانِ الخذلانِ والرحيلِ
يترنَّحُ وجعاً.. وحلماً
والجناحُ مكسورٌ
لكنَّني حيرى
أأهرب ُ؟
أم اتصدى؟
أم استسلم
لهذا الفيض الحنون ؟
آه.ٍ.
تائهةٌ أنا
بين قداسةِ الشَّوقِ
والخوفِ من المجهولِ
يجلدُني ما كان
ويرعبُني ما سيكون
تائهةٌ أنا
بينهما… توقي وخوفي
لهفتي وتوجُّسي
بين الضجيجِ والسكونِ
بين الموتِ والحياةِ
وبين التعقُّلِ المستكينِ
وبين الجنونِ

* الشاعرة /نقاء الشمري

للمتلقي الحبيب اللبيب تهدى هذه السمفونية من العزف المشرأب بجمال المعنى والممزوج بوجع المقهورين
من ألم ألمَّ بأحدهم في زحمة الحياة والقهر كما نقول لكم أحبتي هناك تفاوت في الذوق وصل بنا الى الأنحدار والسخرية.. أن اليوم في تونس حضرة الفنان راغب علامة.. وكانت بطاقة الدخول لأولاد الأكابر 5 ألف دولار وحضر الحفل الكثير من الممشوقات بأحدث البدلات.. ماهذا التفاوت بذوق ولما راغب السعر مرتفع بتقبل.. لذا أهديكم قصائد الشاعرة النقيه/ نقاء الشمري..وكل هذا البوح ببلاش كما يهدينا الكثير من الشعراء الدواوين بسعر التراب لكي يفهم الفارق بين التسلية والهو. وبين العلم والمعرفة…لكم محبتي سلامي.

*الكاتب.. كاظم شلش

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.