الشاعرة سعاد بازي تكتب قصيدة جنوح إلى الضوء

 

ها هو ذا صوت الموسيقى
يتدفق من رؤوس أصابعي
بعد أن ذرعت حقول الكلام
طولا وعرضا
تستهويني اللحى الشعثاء
أهذبها
الضفاف المأهولة أجتازها
لعلني لا أكون رقما مضافا
للمغنين النشاز
والشعراء النظامين
الذين تنبأ ” ابن خلدون ”
منذ القرن الرابع عشر الميلادي
لتواجدهم الطافي

ها أنا ذي أحاول الجنوح
إلى الضوء
اعتزال الغشاوات الجاثمة
أو تفرقتها كجيش مهزوم
أنا هنا
واقفة بقلب مضيء
لأكفيكم عناء التصويب
لا خد لي لأتلقى الصفعات
فقد أقنعتُ الحياة
أني خلقتُ بلا وجنات
كما أقنعتُ الأطفال
أن ” بابا نويل ” لم يحنث بوعده
ريما هم فقط من غيروا
عناوين سكناهم

أنا هنا
كان كل همي
أن أنبت لكم
أجنحة للإقلاع
كلما حُشِرتم بأزقة عشوائية ضيقة
أن أجعل من أصابعي
بطاريات شحن
أضعها على قلوبكم لتنبض لحنا
كمفاتيح البيانو
تعزف قطعة شمس
يطرب لها حتى الجنود
الذين مازحهم ” الدكتاتور ”
بقطع آذانهم بعد معركة خاسرة

سعاد بازي
تطوان / المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.