” أيتها المدينة ” قصيدة للشاعر محمد هالي

 

أيتها المدينة الحبلى بكل الأمنيات،
ساعديني على المرور إليك،
كل الذكريات تخار جهة المريسة السفلى،
أو الوسطى،
أو كل المراسي هناك..
اتذكر فيك تعثم الماء،
و هيجان البحر،
و تبخر النوارس،
و بعض البرك يتركها الجزر:
حبلى بالسمك،
و بعض الطفيليات..
ايتها المدينة المنسية ضمن رفوف المحيط،
ايتها المدينة المتعالية عن كل نسيان،
لا يعرفك الا من كان ضمن السلالة،
ضمن رداءة الحي،
و تختر اللهو في كافة الأتربة،
و الازقة العفنة،
حتى الهواء نتن برائحة السمك،
و غزو لفاف الفوسفاط..
أيتها المدينة النتنة ضمن أضلاعنا،
و حور عين أنوفنا،
و إوز البحر يمنظرنا.
كنا مشاهد من مظالم هناك،
سقط البرج،
و سقطت البرتغال،
سقط الصيد
و سقطت سواعد العمال،
سقط البقاء
و كثر الهجر،
فاختفينا من هناك..
أيتها المدينة الجميلة،
أنت الأروع،
و أنت كل الجمال،
ما كان هناك،
لازال يذكرنا بكل شيء،
بكل النساء،
بكل الرجال،
بكل ألوان السمك،
و خفقان كل الطيور،
على شكل كل الحمام،
الذي لا زال يطاردنا في المنام..!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.