لا أعرفك
ولم أسمع أبدا صوتك أسراب عصافير في الفجر تغني
كيف صوتك يعج بموج محطم على قارب يميد بالبحر؟
كيف لون شعرك شلالات يدّفّق بزرقة الشمس
حين يغمره خسوف عطر الورد في المساء؟
ولون أهدابك في الليل الحالك أمازالت غزلانا ترتع على ضفاف القمر؟
رأيتك في كل وجوه النساء بوجهك الممطر بالدجى وتهاطل الليل
ولم أصدق أن كل وجوه النساء في وجهك معتّم بالشّوق
قرأت مناشيرك المطروزة بالحلم والتّعب والسّكر
و باقات الأشعار تغص بقلوب التائهين منثورة بهوات دربك
مغمور حتى صداك بسحب البعد مرسومة بسماء بكر
انفلقت بأسراب الوجد ودفق الهدير
كركام صيف تنهشه جثث الفراشات والديدان في رماد السنين
بلورية خطواتك بترسبات أطلال غربة أنهار القمرالسّحيقة
حط القلب بين تسبيحات حنينك يرفرف طيرا بلا أجنحة
ولا أهازيج حلم للتوغل في سيول النسيان
عزالدين الصغير