الشاعر نور الدين بنعيش يكتب قصيدة : ” بفن البوح “

في هذا المساء
وقبل أن يلْبِسني الفراغ
أخذت لي مقعدا
هو نفس المقعد الذي
كان شاهدا علينا
في ذاك المساء
أجتر بين نسيان
ونسيان كلاما هنا
لمواجهة غياب
كنت قد اجتررته
هناك…
كأني أرسم قدري
بريشة الغيب
أكتبه ثم أمحوه
ثم أكتبه ثم أمحوه
دون ملل ولا عناء
أعاكس الدهر
مادام الدهر يعاكسني
غاضبا منه
لأنه أبدا لم يكن
معي سخيا…
ولا قادرا حتى
أن يهيئ لي يوما
أجواء الأنس
ولا مناخ اللقاء
أهذي بعيدا شيئا ما
عن لغة المنطق
أهدي شعر الوفاء
الندي أكثر من الندى..
والسخي أكثر من السخاء!
حبيبا طلى حبنا
بطلاء الرياء!
رافعا درجة حذر قصوى
أعامله كغريب
لا كحبيب
مادام قد احتل كل
مساحاتي العاطفية
وجردني من كل حواسي
ثم رماني للخلاء
أحيى مع ذكريات
تداهمني مع الغسق
تنبس كلاما ناريا
يزيد ناري نارا
ويضرم شوقي ثم يمضي
ليطول عمر الرماد
تحت سقف الشقاء
حيث أنازل العشق
بحرف طهره ملاك
بغاسول السماء…!
وشى حبره الصامت
بحبك إليَّ في الخفاء
أنكِ تحبين حبي لك
وتتغنين في سرائرك
بفصوله الاربعة
فيملأ جرْس قلبك
رحاب الفناء
وتصهل خيول دواخلي
وتشهق شهقات…!
أمام خيول الشوق المتوحشة
التي تأخذني إليك
لألامس كلمات أحضنك بها
وأحضن جملا تهرب
مني…
أهز ركن الصخرة
الصماء…
بفن البوح…
وبلساني المليئ بالثناء
هلاّ نسيتِ جروحا تنزف
بماضينا
وتركتنِي أسَكِّن أوجاع
حاضرنا
بمسك متنسم بورد
الارجوان وأوراق الحناء
ألبسك رداء الندى
وبصوت خجول خافت
كفنار بحر هائج
في ليل ماطر
أملأ محيطك حبك
بالغناء…

الشاعر نورالدين بنعيش24/10/2022

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.