مريم مستور تكتب : إزدواجية الخطاب
بقلم ✍️ مريم مستور:
حين يوجه مسؤول سياسي خطابًا تقليديًا يحث فيه “بنات الشعب” على الزواج المبكر وكأن مستقبلهن مرهون بالزواج فقط، بينما يختار لابنته مسارًا مختلفًا قائمًا على الدراسة والتوظيف، فإن ذلك يعكس ازدواجية واضحة:
للخاصة: تعليم وتمكين.
لعامة الناس: زواج وتبكير وتحجيم الأدوار. وهذا يُضعف المصداقية السياسية ويعزز الإحساس بالطبقية والنفاق الخطابي.
فالتصريح يوحي بأن قيمة الفتاة مرتبطة فقط بسنّها وقابليتها للزواج، لا بكفاءتها أو طموحاتها أو دورها كمواطنة كاملة الحقوق. وهذا يتعارض مع المبادئ التي يدعي الحزب الدفاع عنها مثل العدالة والكرامة والفرص المتكافئة.
خصوصا ان المجتمع المغربي، وخاصة النساء، يشهد تحوّلات كبيرة في مجال التعليم، العمل، والمشاركة السياسية. مثل هذه التصريحات تعاكس هذا المسار وتبعث برسائل محبطة.
من كان رئيسًا للحكومة ومسؤولًا حزبيًا يجب أن يكون خطابه موحدًا ويعكس مشروعًا مجتمعيًا شاملًا وليس مجرد مواعظ تُوجه للبعض وتُستثنى منها العائلة.
فمثل هذه التصريحات لا تخدم لا الحزب ولا النساء، وتعمق الفجوة بين النخبة السياسية والمجتمع.
أما اختيار كل شخص (منهم ابنته) لمساره المهني أو العائلي، فهو حق شخصي، لكن المشكلة هي في فرض مسار معين على الآخرين من منبر سياسي مع استثناء الأقربين. فهذا يعتبر فشل سياسي.