بقلم حليمة المجاهد:
في زمن عزّ فيه التوازن بين التخصصات العلمية والعمق الفلسفي، يبرز اسم الباحث المغربي بوعزة الساهل كأحد القامات الفكرية المتميزة في العالم العربي، ممن جمعوا بين صرامة العقل الرياضي وعمق التأمل الفلسفي، حيث نذر قلمه وعقله للدفاع عن القيم العقلانية والتحليل الإبستمولوجي الرصين.
مسيرة أكاديمية وفكرية غنية:
يُعرف بوعزة الساهل بإنتاجه الغزير في مجالات تاريخ العلوم، وفلسفة الرياضيات، والإبستمولوجيا، والمنطق الأرسطي، مع تركيز خاص على التراث العلمي والفلسفي العربي، منفتحًا في الوقت نفسه على الفكر الغربي بمختلف تياراته.
تمتد رحلته الفكرية على مدى أكثر من عقدين، متوجة بأكثر من 15 مؤلفًا بين دراسات مستقلة ومقالات تحليلية، نذكر منها ما يلي:
أهم مؤلفاته:
نحن والرياضيات
الطبعة الأولى: 1999 (دار القرويين، الدار البيضاء)
الطبعة الثانية: 2006 (صوماغرام، الدار البيضاء)
أوراق باشلارية (مقالات علمية–فلسفية)
الطبعة الأولى: 2000 (دار القرويين، الدار البيضاء)
الطبعة الثانية: 2012 (مطبعة سجلماسة، مكناس)
علم الهندسة بين العلماء والفلاسفة: من مرحلة التأسيس إلى ما بعد الأزمة
2002 (دار القرويين، الدار البيضاء)
جدلية العلم والعقل من منظور إبستمولوجي
2007 (دار التوحيدي، الرباط)
فيتاغورس بين اللاهوت وسمو الرياضيات
2008 (مطبعة النجاح، الدار البيضاء)
الرياضيات عند إخوان الصفا: شرح وتعليق
2008 (مطبعة النجاح، الدار البيضاء)
جدلية الجبر والهندسة في العصر الوسيط: مدرسة عمر الخيام نموذجاً
2009 (مطبعة النجاح، الدار البيضاء)
دفاعًا عن المنطق الأرسطي (مجموعة مقالات)
2009 (مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء)
أوراق تنويرية (مقالات فكرية)
2012 (سلسلة دفاتر الاختلاف، مطبعة سجلماسة، مكناس)
العرب ومنطق اليونان: من مرحلة الانفتاح إلى مرحلة الركود والجمود
(دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء – )
علماء الرياضيات العرب في العصر الوسيط
(دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء – )
العقل العربي الجريح: قراءة معاصرة في تراثنا العربي العلمي
مخطط صدوره ضمن منشورات الإيسيسكو
تكريمات وقراءات نقدية:
حظي المفكر بوعزة الساهل بتقدير واسع من الأوساط الأكاديمية والثقافية. فقد خصصت له سلسلة “تكريم رجالات زعير” إصدارًا جماعيًا بعنوان: “قراءات في أعمال المفكر المغربي بوعزة ساهل”، تناول فيه مجموعة من الباحثين أبرز محطات مسيرته الفكرية وتحليلاته النقدية.
رؤية فكرية متفردة:
يمثل بوعزة الساهل نموذجًا للفكر الجاد والمتزن، حيث يشتغل على إحياء القيم العقلانية في الثقافة العربية، والتأسيس لوعي علمي نقدي يعيد للرياضيات والفلسفة مكانتهما في بناء الإنسان المعاصر. لا يكتفي بمجرد التأريخ، بل يقدم قراءة معاصرة تعيد الاعتبار لما أسهم به العرب والمسلمون في الحضارة الإنسانية.
كلمة ختامية
بوعزة الساهل ليس فقط كاتبًا أو أكاديميًا، بل هو صوت عقلاني حر، ومثال للعالم الذي لا يساوم في مبادئه المعرفية، مما يجعله أحد أبرز المفكرين المغاربة في ميدان الإبستمولوجيا العربية وتاريخ العلم.