” عذرًا يا أقصى، عذرًا…” قصيدة للشاعرة : بشرى طالبي

 

 

مددتُ يدي بالقلمِ،
فتعثّرَ بين أناملي المرتجفة،
وانكمشتِ الحروفُ،
تحترقُ في صمتِ الورقِ،
كأنّها تخشى النطقَ
في زمنٍ يُحرَّمُ فيه الكلامُ…

على أعتابِ القدسِ
تساقطَ ظلّ الطفولة،
يرضعُ الصغيرُ بارودَ الغيابِ،
ويمضغُ الموتَ بدل الحليبِ،
بينما وشاحُ أمٍّ
أثقلَ من جثثِ الصمتِ،
يرقدُ حيث سقطَتِ البلادُ
من قواميسِ العربِ…

منذُ متى صارَ الأحمرُ عدمًا؟
منذُ متى صارَ العارُ سلاحًا؟
منذُ متى صارتِ العروبةُ
مشنقةً للدمِ النبيلِ؟
يُصْلبُ المجدُ على جبينِ غزة،
وترتدي الريحُ لعناتِ العجزِ،
بينما هم…
يجمعون الإداناتِ
في أوانٍ مثقوبةٍ،
ويكتبون الخيانةَ
بمدادِ الصمتِ الرخيصِ.

عذرًا يا أقصى…
فبعضُ العربِ
يستعيرون الرجولةَ من بياناتٍ
لا تصلُ إلى بابِك،
ينتعلونَ الخنوعَ،
ويرتقونَ الهزيمةَ
بأوهامِ التنديدِ…

عذرًا يا أقصى،
فالطعنُ جاءَ ممن كانَ يُفترضُ
أن يكونَ السندَ…!

✍️بشرى طالبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.