نزهة بوعياد تكتب : ضجة الإرهاب …!!
الخوف على المواطنين، مفاهيم تصب في حقل الوهم الوطني…
الإرهاب الحقيقي حين يصبح سلب الأرض عملا تنمويا وسحق الفقراء إنجازا تاريخيا. الإرهاب الذي نعيشه اليوم ليس إلا وجها آخر لموت بطيء، يتمثل في قوانين تسرق الوجود وتقتلع الأرض تحت أقدام الناس، كل ذلك تحت شعارات الوطنية المضللة. نزع الملكيات، غلاء الأسعار، والمخططات الطبقية التي تنفذ بيد لا تعرف الرحمة، هي أشكال جديدة للإرهاب، لا تعلن حربا ولا تطلق رصاصة. بل هي حرب ضد الوجود نفسه، ضد الهوية والإنسانية، تنفذ ببطء وتدمير صامت.
كيف تجرؤون على الحديث عن “سلامة المواطنين” في ظل هذا الظلم؟ أي سلامة؟ أي سلامة هذه، التي تتشدقون بها؟ إنها مجرد فذلكة رخيصة لإخفاء الحقيقة!
سلبتم منا الأرض والكرامة في سبيل مشاريع تنمية لا تخدم إلا مصالحكم الخاصة؟ هل اعتقدتم أن الشعب سيظل صامتا أمام أكاذيبكم؟ كيف يمكن أن نعتبر ما تقومون به تطورا أو تقدما، بينما يظل المواطن العادي محاصرا، تهدم بيوته ويقتلع من أرضه ليستبدل بمشاريع لا تمكن إلا أصحاب السلطة والجشع من استثمارها؟
إن ما تمارسونه اليوم هو إرهاب حقيقي، إرهاب ينفذ بيد القوانين والقرارات التي تشعل نار الطبقية، وتحرق الفقراء في أتونها. وهل تظنون أن الشعب لا يرى؟ هل تظنون أنه سيستمر في السكون أمام هذه التفجيرات الطبقية التي تتسرب إلى حياتنا وتدمرها في صمت؟ هل حقا تخافون على سلامتنا في الوقت الذي تقتلعون فيه جذورنا وتفقروننا يوما بعد يوم؟
أي وطنية تتحدثون عنها وأنتم تصنعون من الأزمات أدوات لتسليع الإنسانية؟ أي تقدم تحققه دولة تحاصر شعبها بالمخاوف، وتسلبه حقوقه تحت ذرائع التنمية الزائفة؟ إن هذا هو الإرهاب الفعلي، إرهاب يصادر الحياة نفسها.
اسأليهم الان ياصفية متى ستتفكك خلية إرهابهم التي تنسج أوهام الوطنية فوق جثث الوعي المسلوب، بينما يُحكمون قبضتهم على العقول بقبضة السراب المقدس؟