مجيدة محمدي تكتب : ” خطوات .. “

 

الخطوة الأولى، انزلاق في الفراغ. 

لا وزن. لا صوت. 

نقطة صغيرة في العدم 

تتمدد مثل وهمٍ قرر أن يكون. 

الهواء يختنق من ثقل الاحتمالات.

 هل هذه بداية؟ أم صدى شيء بدأ منذ الأزل؟

الخطوة الثانية، الشوارع بلا ملامح، 

الأحذية بلا ذاكرة، 

والإسفلت يشبه جلداً بشرياً نام طويلاً تحت الشمس. أضواء إشارات المرور تصرخ دون صوت، 

كأنها تقاطع الزمن نفسه. 

أين نذهب؟ ولماذا كل شيء يُعيد نفسه؟

الخطوة الثالثة ، المسافة تتآكل. 

كل خطوة تأكل ظلَّها، 

وكأن الأرض تتضوّر جوعاً . 

المدينة تحاول أن تقنعنا أنها ثابتة، 

لكن الأرصفة تتحرك ببطء، 

تقترب من بعضها ثم تتباعد،

 كأنها تحلم أن تصبح متاهة.

الخطوة الرابعة ، الجدران تهمس. 

الأحذية تتباطأ، تشعر بثقل العيون التي لم نرها.

 هناك من يمشي معنا. 

ربما نحن نسخ مشوهة من أنفسنا، 

نراقب سيرنا من نوافذ مكسورة في طوابق منسية.

الخطوة الخامسة ، هل ثمة نهاية؟ 

أم أن الخطوات ليست سوى دوران لولبي، 

كلما تقدمنا ابتعدنا، 

كلما توقفنا انجرفنا، 

وكلما استسلمنا ولد طريق جديد؟

الخطوة السادسة ، الرصيف أصبح بلا ملمس،

 الشوارع تتحلل تحت الأقدام. 

الفراغ يبتلع التفاصيل، 

يلتهم أسماء الشوارع، أرقام الأبنية، حتى أسماءنا.

الخطوة السابعة ، نحن الآن بلا أسماء، بلا ذاكرة، 

مجرد كائنات مصنوعة من خطى. 

ندور، نكرر، نبحث عن نهاية ليست سوى بداية أخرى.

الخطوة الأخيرة ، لا توجد خطوة أخيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.