عائشة بنور: قلمٌ جزائري يُضيء دروب الأدب العربي والعالمي

بورتريه صحفي ل: سمية معاشي/

الروائية الجزائرية عائشة بنور، إسمٌ يطير في سماء الأدب الجزائري والعربي، يترك بصمة عميقة في كل حرف تكتبه. امرأة لا تكتفي بالكتابة، بل تكتب عن عالمٍ يُغرقه الألم والتحديات، وتفتح له نوافذ من الأمل والتغيير. هي الروائية الجزائرية التي وُلدت في مدينة سعيدة، وعلى الرغم من مسيرتها الأدبية الطويلة، فإنها لا تزال تدهشنا بإصداراتها وتطوّرها المستمر.

بدأت عائشة بنور رحلتها الأدبية في أواخر الثمانينات، وتحديدًا في مجال القصة القصيرة، لتُصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في الأدب العربي. لم تقتصر على الكتابة الأدبية فقط، بل دخلت إلى ميدان الكتابة الصحفية، مُرَسّخةً أسلوبًا خاصًا في التعامل مع قضايا المرأة والطفل. كتاباتها تتجاوز حدود الكلمات لتغوص في الأعماق، ملامسةً المواضيع الأكثر حساسية، والأكثر أهمية في المجتمع.

إصداراتها الأدبية تحققت انتشارًا واسعًا على صعيد الوطن العربي وخارجه، فقد تمت ترجمة العديد من رواياتها إلى لغاتٍ عدة مثل الفرنسية، الإنجليزية، والإسبانية، مما جعلها جزءًا من النقاش الأدبي العالمي. في كل رواية، تجد نفسك أمام قضية إنسانية حقيقية، تروي قصة قد تكون محلية، لكنها تتجاوز الحدود لتلامس مشاعر كل قارئ في أي مكان.

والأجمل من ذلك هو شغفها المستمر بالتجديد والبحث. فإلى جانب إبداعاتها الأدبية، نراها تساهم في ملتقيات فكرية دولية في المغرب، الهند، وغيرها من البلدان، وهو ما يجعلها شخصية مميزة تجمع بين الأدب والعلوم الإنسانية. عائشة بنور ليست مجرد كاتبة، بل هي أيضًا باحثة في أعماق النفس البشرية، مجسدةً في كتاباتها رحلةً مستمرة نحو الفهم والتغيير.

لقد حصلت على العديد من الجوائز التي تعكس تقدير العالم لإبداعها، من جائزة “فوروم” لنساء البحر الأبيض المتوسط في فرنسا، إلى جائزة “الاستحقاق الأدبي” عن روايتها “اعترافات امرأة”. كما أن التكريمات لم تتوقف، حيث تم تكريمها مؤخرًا من رئيس الجمهورية الجزائرية لعام 2024، وفي هذا التكريم تكمن الجمالية نفسها: كيف يمكن لكاتبة أن تستمر في إبهاجنا مع كل كتاب جديد، وكل فكرة نابضة بالحياة..؟

عائشة بنور ليست مجرد قلمٍ يكتب، بل هي قوة فكرية وأدبية تمثل جزائرية بامتياز، تسير على طريقها بصمتٍ، لكن بصمة أعمالها تظل أعمق من أن تُحصر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.