الديسك حفى… أراو ماعندكم”

حسناء زوان.

بقلم : حسناء زوان.

طالعنا قبيل أيام، قياديون حزبيون اتفقوا على التغني كلهم بأغنية “احنا ماشي بحالهم”.
كيف؟ الجواب عندهم لا عندنا، فهؤلاء القياديون أجمعوا في خرجاتهم الأخيرة على القول إن الحكومة الحالية، فعلت ما لم تستطع غيرها من الحكومات السابقة فعله.
نسوق مثال ما جاء على لسان محمد أوجار عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في لقاء حزبي بمدينة بركان، أن الحكومة التي يقودها حزبه قامت “بخير الله” إصلاحات “كبرى كاع” غيرت من وجه المغرب، وأن هاته الإصلاحات ستنعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، “إمتى؟”.
وقبله بأيام، فعلها أيضا لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي للحزب ذاته وكاتب الدولة المكلف بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي وصف الحكومة الحالية بأنها أكبر حكومة اجتماعية في تاريخ المغرب، “كيف.. غير قوللينا؟”
كيف؟ وأكثر من 80٪ من الأسر المغربية تدهورت معيشتها حسب المندوبية السامية للتخطيط.
كيف؟ والمغرب احتل الرتبة 157 في التعليم، وخارج تصنيف أحسن 1000 جامعة في العالم.
كيف؟ والمغرب يقبع في مراتب متدنية سواء عربيا أو عالميا في مؤشر التنمية البشرية، حيث صنف في المرتبة 120 عالميا خلال سنة 2023، خلف ليبيا وسوريا وفلسطين.
كيف؟ ونسب الأمية تفوق الـ25%، بعد عشرين سنة من برامج استهلكت 2.971 مليار درهم (297.1 مليار سنتيم) حسب المجلس الأعلى للحسابات.
كيف هي حكومتنا اجتماعية وأحسن من سابقاتها مع أن الحزب القائد لها لم يغادر يوما سفينة جل الحكومات “اللي كايلوح عليها كلشي”
كيف ؟ وقد بيع أكثر من 10% من أصول المغاربة (مستشفيات وإدارات وجامعات) بما يفوق 80 مليار درهم (8 آلاف مليار سنتيم) في إطار ما سمي بالتمويلات المبتكرة.
هذا النوع من “الكلام الغليظ” يبتغي بالأساس تكريس حقيقة معينة يلمسها “المزلوط” في معاشه اليومي، حيث يقبع هناك مطوقا بحزام الفقر الذي تحدثت عنه غير ما مرة تقارير عديدة ورسمية والتي يبدو أن المتغنين بالإنجازات لوحدها دون إخفاقات “ماشافوش” تلك التقارير، أو “مابغاوش يشوفوها” لأنها تتحدث عن تدهور معيشة الأسر وعدم قدرتها على الادخار وارتفاع كلفة المعيشة، وارتفاع معدل البطالة والتضخم.
أليس هذا كافيا حتى “يسكتوا” هؤلاء الحزبيون ويواجهوا حقيقة لم تعد تخطئها العين رغم ذر الرماد فيها.
للأسف، واقعنا “كايشفي العدا” ومسؤولونا، لا هم لهم غير الصناديق الانتخابية وما يملؤها ولو كان الأمر على حساب “المزاليط”.
مسؤولونا بكل انتماءاتهم الحزبية عيونهم لا ترى إلا الربع المملوء من الكأس أما ما تبقى من فراغه “كايميكوا عليه” لكن المغاربة “كايشوفوه” ولا يستطيعون إغماض أعينهم عنه، لأنه واقعهم “اللي كايكوي فيهم”.
فماذا ينتظر هؤلاء القادة الحزبيون من المغاربة، وما هو المطلوب منهم “يتبعوا جيلالة بالنافخ.. ياك”؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.