سمية معاشي في حوار مع الأديب الجزائري جمال فوغالي بجريدة لوبوان24
حاورته: سمية معاشي
▪️جمال فوغالي،كاتب وقاص،منذُ ثمانينيات القرن الماضي،ارتقى من التدريس بالمتوسط ثم الثانوي ليكون لسنوات أستاذاً مشاركا بالجامعة…
يلتحقُ بالإدارة مكلفاً بالثقافة والإعلام بديوان ولاية عنابة،ثم مديرا للثقافة بولاية معسكر وقسنطينة وبومرداس ثم مديراً للكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة،ليطالبَ بالمغادرة من منصبه للتقاعد…
لهُ إصدارات في القصة والنصوص المفتوحة على شعريتها والنقد والدراسات والترجمات…
وظل متشبثاً بالحياةِ وبالكتابة،مقيماً في بهائهما معاً…
له في القصة القصيرة:
احْبارة/موتة الرجل الأخيرة/أزمنة المسخ الآتية/أحلام أزمنة الدَّمِ…
في النصوص:
دم الذاكرة/حرائق الروح/مجد الأمكنة/كتاب الأحبة/كتاب الأشواق/كتاب الإيمان/نصوص الفجيعة الصادر عن دار المدى بدمشق والذي ترجم للفرنسية والإسبانية/أنثى الأبجدية…وغيرها
في الدراسات:
شعرية السرد الروائي/سؤالُ الكينونة،قراءات في جماليات الإبداع الجزائري المعاصر
ليس هذا فقط ..
في الترجمة:
الكتابة الأخرى،ترجمات لبعض المبدعين الذين يكتبون باللغة الفرنسية،وغيرها من الترجمات الأخرى لكتاب أجانب…
كتبت عنهُ كثيرٌ من الدراسات والرسائل الجامعية…
_____
نرحب بك أديبنا
◾-تدهشنا لغتك وأسلوبك المشوق في نسج الكلام،وكأنك تكتب عن وقتٍ مضى أو أنكَ حاضر من زمن الأساطير.
هل كتاباتك هذه خيالية أم من واقعك؟
ج/فوغالي:الكتابةُ دهشَةٌ أو لا تكون،في اللغة،جوهر كلِّ كتابة،وفي السردِ وفي المعمارِ وفي الفيضِ منَ الصدقِ والمعرفة كيْ يكونَ المعنى خظيًّا بظيًّا،والمتاصَّاتُ حاضرَةٌ والتَّناصَّاتُ قرآنيَّةٌ وتراثيَّةٌ منَ الشعرِ والسرد ومنَ القراءاتِ التي لا تتوقفُ حتى تبدأ لأجدادي المتصوفة الألى يكتبون الدَّهشَة المتوهجة منِ ابن عربي،الشيخ الأكبر،ومنَ الحلاج،وهذا دمُهُ الشهيدُ في هذي اللغة،والسهروردي العارف،والشبلي الذي ظلتِ الوردةُ الدليلَ لمحبَّتِه،والدهشةُ تأتي منْ ألمِ العاشقين منذُ أوليس وبينيلوب إلى أنكيدو وشاما،وما بينهما عنترةُ وعبلَة وقيس وليلى وعيون إلسا وجولييت إذْ تبكي حبيبَها،والدمعُ دهشتنا جميعاً.
وكيفَ يكتبُ الكاتب،أيّ كاتب،ولا تكونُ الدَّهشةُ آيتُهُ والأمارَة.
أنْ تكتبَ يعني أنكَ تكتبُ بصمتكَ التي لا يشارككَ فيها أحدٌ منْ أحد،كائناً ما يكونُ هذا الأحد،والكتابةُ حمضكَ النوويُّ الذي يختلفُ عنْ ملايين الملايين منَ الكتابِ في العالمين،إنِّي أكتبُني وأكتبُ زمني،وأشكِّلُ بالكتابةِ أسطورَةَ ما أعيشُ بهِ وأحيا،وكيْ تكونَ كذلكَ عليك بنحتِ وجودكَ والكينونَة منْ دمكَ والشهيق،ومنْ جوارحكَ والحنايا،ومنْ روحكَ الهائمة في الملكوتِ الوسيع،كيْ تكونَ دون سواكَ بشراً سويًّا،تطيرُ ولا يراكَ أحدٌ تطير سوى العاشقين الألى يمشونَ فوقَ الماءِ ساكناً ومضطربا،هذا ما تصنعُهُ الكتابة فينا،وتغني ولا يسمعُ أحدٌ غناءَكَ إلاَّ المحبينَ الذين يغنُّون صبواتِهمْ والحنين.
وما الخيالُ وما الواقع..؟
وإنْ هما إلاَّ وحهانِ لمرآةٍ واحدة،فيتداخلُ الواقعُ في الكتابَةِ بالخيال،ويعلو المجازُ حتى لكأنَّ الواقعَ ليسَ إلاَّ خيالاً ممعناً في الخيال،وكأنَّ الخيالَ واقعٌ تعلو بهِ اللغةُ فلا يطالُهُ البِلى أبداً،يخرجُ الميت منَ الحيِّ،ويخرجُ الحيَّ منَ الميت،وتلكَ هي الكتابةُ التي أتحدثُ عنها وأشتهيها،سيدةُ الدهشَةِ،أنثى البدايةِ والمنتهى،عطرها لمَّا يكتشف،وقد يأتي شفيفاً منْ أرواحنا،وقد يجيءُ حادًّا منِ انكساراتنا والآلام.
◾-هناك منَ الأدباء منْ يكتبُ بطريقة تقليدية،وتكتبُ بأسلوب قدْ يحتاج إلى قاموسٍ لشرحِ بعضِ المفرداتِ فيه.
هل أنت ابنُ اللغة وقد رضعتَ منْ جماليَّاتِ حليبِها؟
ج/فوغالي:أنا ابنُ هذه اللغة،وقدْ حرمتُ منْ أمي وتحنانِها منذُ سنواتِ عمري الأولى،فكانت اللغةُ لي الأمَّ الرَّؤوم،منذ الكتاتيب في الأعالي منْ قريتي النائية في الأباعيدِ منَ الذاكرَة،قرميدها الدَّمويُّ منْ دمِ شهدائنا أثناءَ الثورةِ المظفَّرَة،والدمُ الزكيُّ في الويدانْ عاملْ ظلايلْ،والاخضرارُ الدليلُ عليْها والسَّواقي،والطيورُ المحلِّقةُ تغرِّدُ بأسمائهمُ المعروفةِ والمنسيَّة سواءٌ بسواء.
اللغةُ أنثاي،هذا ما أعلنُهُ في الناسِ دائماً،وآتيها على استحياء،وقدْ تطهرتُ مني ومنْ صلصالي،ومنْ شرِّ ما في هذا الزمان الأفَّاقِ سوءاً وانحداراً،وليسَ لهُ منْ قيم،وهذي اللغةُ الجدارُ وقدْ أقامتْهُ المحبَّة،وليسَ منْ كنزٍ تحتَهُ إلاَّ المحبَّة،ولا تنشأُ الكتابَةُ إلاَّ داخلَ المحبَّة،وقدْ تنزَّلتْ حروفها منَ السماءِ الثامنَة عطراً وريحاناً،وشهداً ورضاباً،ووعداً ووعيداً،فكيفَ لا آتيها طاهراً إلاَّ منْ صدقي الذي ليسَ لي سواهُ والبراءة،وقد علمنيهما جدي تحتَ الزيتونةِ الوارفة في حوشِ بيتنا الوسيع الذي لا أتذكرُ منهُ غيرُ المدى والأفق،وحفظنيهما،الصدق والبراءة،شيخُ الكُتَّاب،وقدْ أوصاهُ جدي بقلبي خيراً وهو يقرؤني آيِ الذكرِ الحكيم،منْ ذلكَ الزمنِ الذي في الشِّغافِ منَ القلبِ وفي الأعالي منَ الوريد،وآمنتُ باللغةِ والكتابة مِطْهراً لقلبي العاشقِ في هذي الحياةِ التي وهبنيها ربُّ الحياة،وإنِّي أحياها كأنِّي العاشقُ الأخيرُ لها.
◾-من أهم أعمالك كتاب”أنثى الأبجديّة”،وتقولُ في بعض تصريحاتك الصحفية وندواتك إن اللغة هي أنثاك،ما سر هذا الحب الكبير للغة في حروفك؟ وجدك المتنبي وأبو تمام والمعري والتوحيدي والمتصوفة يسكنون عقلك والقلب.
ج/فوغالي:واللغةُ أنثاي،وهي الحقيقة التي أعترفُ بها ويشهدُ عليها الخفق،وليسَ لي غيرُها،و”أنثى الأبجديَّة”كتابي الدليلُ عليها،وكل كتاباتي التي تمتحُ حضورَها وإشراقَها وفيضَها العارمِ منَ القرآن،النصِّ الأبقى،ومنْ أجدادي المبدعين منَ الأزمنَةِ كلِّها حضوراً وامتلاء،وأحبُّها”ولا يكونُ الحبيبُ حبيباً حتَّى يقولَ الحبيبُ لحبيبِهِ يا أنا.”
وقلتُ للغةِ يا أنا،هيْتُ لك،فتفاتحتِ لي بعضُ أبوابِها لا كلِّها،واتسعتْ لروحي السماءُ وازراقَّت،وتدلَّى قوسُ قزَح وهذي الغيمَةُ الماطرَة.
وكيفَ تكونُ اللغةُ دونَ ليلِ امرئ القيس والحطيئة والبحتري وأبي تمام والمتنبي ومحمود درويش وأدونيس؟
وكيف تكونُ اللغةُ دون التوحيدي والمعرِّي وابنِ حزم؟
وكيفَ تتسعُ الرؤيا دونَ ابنِ الفارض وجلال الدين الرومي وشمسِ التبريزي.؟
◾-“القدس”عندما تسمع هذه الكلمة بماذا تشعرُ روحك؟
ج/فوغالي:القدسُ جرحنا الغائرُ وقدْ كانَتْ”عروس عروبتنا”،وهؤلاء الأعرابُ العاربَةُ والمستعربَةُ والمطبِّعونَ والزاحفونَ زحف الجراد يبيعونََ القدسَ في سوقِ الذلَّةِ والهوان،وهذي غزَّةُ تبادُ من شمالِها إلى حنوبِها،ومنْ بحرِها الذي سيظلُّ حيًّا ونهرها الذي سيبقى عصيًّا على الاحتلالِ الغاصب،إلى بحرِها الثائر،ولنْ تتوقفَ ثورةُ المقاومَةِ أبداً ولوْ سقطَ الجميعُ شهداء،سينهضُ الفلسطينيُّ منَ تحتِ الحجارَة حجراً أبابيل،وسيكونُ الزيتونُ والبرتقال المجاهدان والميرميَّة،وسيأتي أحمد الزعتر مخضباً بدمِهِ الشَّهيدِ كيْ يستردَّ أرضَ كنعان ولوْ بينَهُ وبينَ القيامَة غرسُ فسيلةِ الجهاد،هذا ما يقولُهُ التاريخ،والتجربةُ ثورةُ بلادي التي أعطتْ درساً للتلميذ الغبيِّ بعد قرنٍ منَ الاحتلال واثنين وثلاثين عاماً بتمامِ النخوةِ وكمالِ الشَّهادَة،فكانَ النصرُ المؤزَّرُ حتميَّةً تاريخيَّة،وكذلكَ سيكونُ للقدسِ وغزَّةَ وفلسطين كلِّها منَ النهرِ إلى البحر منْ يحرِّرُها منْ شذَّاذِ الآفاق،وهمْ عارُ أوروبا والغربِ جميعا،منذُ”وغْدِ بلفور”،وانحطاطِ الألى تطاولوا في البنيانِ وكانوا عالةً حفاةً عراة،ولو بعد آلاف الآلاف منَ السنين،ذلكَ وعدُ اللهِ ولا يخلفُ الله وعداً،وتلكَ مشيئتُهُ في العالمين،وما نراهُ بعيداً فهو عندَ الله قريب.
◾-كيف يعيشُ الأديبُ الجزائريُّ جمال فوغالي حرارةَ الصيف مع أجواءِ عنابة السَّاحرَة؟
ج/فوغالي:عنابة/بونَة بدءُ الصِّبا ومنطلقُ الأحلام،وهي في نشْزٍ منَ الصدرِ الذي لا يحبُّ سواها،مدينة البحرِ والحبِّ والأفقِ البعيد،والخضرَةِ الداكنَة في الأعالي منْ جبلِ إيدوغِ الأشمِّ،لعبي ولهوي في طفولتي البائدَة وأترابي الألى غادروا للذاكرَة،ولمْ أنسَهمْ أبداً،ولن،وأ
اذكرُهمْ ونحنِ نقطفُ ثمارَ العُنَّابِ واللَّنج،بونة الخلاَّبة التي تقيمُ في القلبِ واحتواها الوجيب،وهي الحُبارى في هذي الكتابَة وفي أغاني المالوفِ والشَّعبي وفي الموسيقى العارفَة،مدينةُ الأولياءِ والصلحاءِ والشعراءِ والعشاق الألى ما يزالونَ هنا يذرعونَ الكورَ المجيد،ويستظلونَ ظلالَ شجرِ الفيكوسِ المعمِّرِ باخضرارِهِ منذُ الغابرين منَ الأزمنَةِ السحيقَة قي قلوبهمْ والأنباض،وفي جوارحنا وما بينَ الأضلاع،وهي في الباءِ البهيَّة وفي الهاءِ منَ المشتَهى،سيدةُ المدائنِ زهوراً ورياحين،والأريجُ هذا الياسمين في عناقِ القرنفلِ في أعالي تلالها وفي اتساعِ سهولِها:عنباً مختلفاً ألوانُهُ وبرتقالاً وتفاحاً وفواكهَ شتَّى وأبًّا وحدائقَ غُلْباً،وطقسُ بونَة معتدلٌ في كلِّ الفصول،والصيفُ هذي السَّنَة قيظٌ وهاجرَةٌ وصيْهد،والرُّطوبةُ يئنُّ لها الصلصال،فيهمي العرقُ لها والحمأُ المسنون،والبحرُ لي،وهو ذاكرَةُ الصِّبا والطفولَة،وأجيءُ رملَهُ مشتاقاً وأدخلُ ماءَهُ الأُجاج لعلَّ الروحَ تطَّهَّرُ منْ موبقاتِ هذا الزمنِ العِرْبيد،لعلَّني أشفُّ كيْ أعرجَ إلى سمائي الحبيبَة،وكيْ أراني في البياضِ منْ حنيني إليْها معافى.
وأعودُ إليَّ عندَ المساء كيْ أقرأَ كتبي،والأسماءُ منَ الكتابِ تتعدَّدُ شرقاً وغرباً،هنا الطواسين والفتوحات،والسيرُ الشعبيَّة والتاريخ،والفلسَفةُ هنا والروايات،وهنا القراءاتُ النقديَّة.
وأتابعُ الفضاءَ الأزرق لأجدَ بعضَهُ تحولَ إلى دكاكين للوعظِ والإرشاد،وبعضهُ أصبحَ ملاذاً للأنانيَّةِ والبطولاتِ المزيفَة،وبعضهُ للصراعاتِ الوهميَّة والخصوماتِ الزَّائفة،وأعودُ القهقرى لكتبي التي أدمنتُها ويسكُنني حبرُها منذُ عرفتُ الكِتابَ في الذي مضى منْ عمري،وقدْ كنتُ أقرَأُها بالمقبرَة المسيحيَّة متكىءَ القلبِ إلى جذعِ شجرِةِ السَّرولِ قربَ العمارَة التي أسكُنُها،ولنْ أنسى حديثي معها،حتى استوحيتُ منها قصصي ونصوصي،ومنها”العمارَة”منْ مجموعتي”أحلام أزمنةِ الدَّم”والتي تقولُ انهياراتِنا والانحدار إلى الظلامِ الذي أتى منْ نفوسنا،فبتنا بهِ أعداءَ بعضنا وذواتِنا.
وحينَ يشتدُّ بي الشوقُ أسعى ومعي النبضُ إلى الكورِ الذي لمْ أخنْهُ بالغيب،وظلَّ الصديقَ الوفيَّ،وقدْ غادرتُ بونة لعقدين،فلمْ ينسَني أبداً،واحتواني إليهِ منذُ طفولتي والصِّبا وما يزال،أشربُ عندَ سطوحِهِ قهوتي المرَّةَ على مهلِ العاشق،وأحدِّثُني عنِّي لعلَّني بالصَّمتِ أعرفُني،وكثيراً ما كنتُ أدعو جدي المتنبي كيْ يكونَ ضيفي،فيأتي الشاعرُ الكونيُّ محمود درويش كيْ أرى الوجودَ بهما،المتنبي على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحتَهُ ودرويشُ يستدعي أنكيدو كي يرى فيهِ السلالةَ الباقية.فما أسعدَ القلبَ بكما وبأنكيدو وقدْ غدرَ بهِ گلگامش،وظلَّ الغدرُ قائماً مثلما القتلُ مقيماً في الحياةِ منذُ هابيلَ ويدهُ مضرَّجةٌ بدم قابيل،وما يزالُ الدَّمُ يشخبُ فينا وفي الجراحاتِ الدفينَة،وفيما نراهُ منْ إبادَة لأهالينا في غزَّةَ التي التفَّ حولها القتلَةُ منَ البرابرَة الذينَ عادوا تقودهمْ أحقادَهمْ والكراهيَّة،ولمْ يكنْ منْ أحدٍ في انتظارِهم منذُ كنعانَ إلى أعالي الكرمل غيرُ الدمِ الفلسطيني الوحيد.
◾-هل منْ إضافةٍ تريدها في خاتمةِ هذا الحوار؟
ج/فوغالي:وماذا أضيفُ ونحنُ كالأيتامِ في مأدبَةِ اللئام،ضعافٌ تنتهكُنا الذِّلَّةُ والمسكنَة،والزحفُ إلى الهاوية وهذي حافتُها بانتظارنا جميعاً،وقدْ مرَّتْ أمريكا والحلفُ الأطلسي فتركَ أوطاننا قاعاً صفصفاً باسمِ الديموقراطية الكاذبَة،وقدْ انطلى كذبُهمْ علينا،فاختلقوا داعشَ وسلالاتِها اختلاقاً في مخابرهمْ،فشتَّتَ العربَ شيعاً ومذاهب،وقضتْ أمريكا الطاعونُ على أقدمِ الحضاراتِ الإنسانيةِ قاطبَة،ونهبوا وينهبون الآنَ خيراتِها بذرائعَ أتتْ على الأخضرِ واليابس،وتأكلُ الآنَ الإنسانَ العربيَّ الذي لمْ يبقَ منُهُ شيءٌ منَ الإنسان!
وليسَ لنا غيرُ الصبرِ الذي ملَّنا فلفظناهُ حتَّى لمْ يعدْ منَّا.