” پينيلوپ الإنتظار ” قصيدة للشاعرة : حورية خرباش
على رصيف اليم
تأتيني ذبذبات الشوق
من خصلات شعري
المتراقص على الوتر الحزين ،
وبين موج وموج
يندلع حنيني إليك،
يتقفى شعاع الأصيل
يطرد جرح السنين.
أنا پينيلوپ الإنتظار
أغرس زهو حبك
بضفاف قلبي كلحن جميل
لينبت خصبا فواحا
يطرد عقم الأشجار وذبول الأزهار..
إلى متى الغياب أوليس ؟
قد بلغ الشوق من الكبر عتيا
وصار الوصال تقاسيم
أرتلها على نبض الحلم..
إلى متى الغياب أوليس ؟
وأنا أجوب المرافئ
أتذرع للبحر دعاء
عل سفائنك تمخر عبابه
لتصلني نسيما يهب على خلايا الوجد ،
او لعلك تكسر أغلال
الحورية لتنفلت من طوفانها
وتعود مدججا بعروش الإنتصار…
إلى متى الغياب أوليس ؟
وكل الجزر تنتشلك من لجة الوهم ،
ويداي تتحسسان كل ذاك الحلم
أرتب به زمن الفراغ والانتظار،
أؤثت به جزيرة سكوني ،
أسجد بسواحلي ل”بوسيدون”,
أضع تحت قدميه ألواح عشقي
وقصائدي المنثورة بدمع الأسحار
وأسطر بين يديه كل خرائط جزري
على مرمى العين وخطوط النار
لتعود لي نبيا بعشقك المغوار…
إلى متى الغياب أوليس ؟
وأنا بانتظارك لبست
فساتين الربيع ،
وأقسمت بكل الديانات
وما في الأشعار من بديع
أن أجعل كل العاشقين
المتربصين بي حبا وغدرا
تسري أرواحهم ليلا
لتدب شغفا وذهولا
على عزف تقاسيم صمتي الراقص
على شبق البحر
ووحي أنفاسك القادمة
من وراء العراء..
معلقة بتلابيب الهواء
لتسقط كلماتي ويرحل صمتي
ويزهر وصالك برواء الماء ،
وعلى أوتار القلب
يعانق بعضي الغائب
وبعضي الٱخر حد السماء ،
فتنتشي پينيلوپ فراشة
كاد يحرقها الإنتظار…
حورية/المغرب.