فضول الناس بين النفاق وعدم احترام الخصوصيات”1″ “الصورة والفيديو عبر شبكات التواصل الرقمية نموذجا”

بقلم محمد الغياط/

موضوع الخصوصيات والعلاقات بين الناس من المواضيع الهامة التي تتطلب الدراسة والبحث نظرا لتفشي بعض المظاهر من النفاق الاجتماعي والتجسس على أسرار الغير كسلوك فردي لبعض الأشخاص ذوي الشخصية الضعيفة يسيؤون إلى أقاربهم أو أصدقاءهم دون شعورهم بأن سلوكاتهم تسىء لأنفسهم قبل كل شيء ،وبالتالي تعني عدم احترام الحدود الشخصية وعدم احترام خصوصيات الناس الآخرين…حاسدين بعض الناس على تكريمهم ونجاحهم أو فعلهم للخير أو لتطوعهم في سبيل تنمية المجتمع !!!!….
ولطرح ومناقشة هذا الموضوع تتبادر عدة أسئلة هامة منها:
1-كيف يمكن أن يعرف الشخص حدوده الشخصية وينظر للآخر نظرة موضوعية ولا يتحدي حدود الصداقة والاحترام والتصرف برؤية خالية من سوء الظن أو النميمة في أعراض الآخرين سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو صديقات ؟
2 -هل الفضول والتجسس و التحسس مؤشرات على الحقد و الغيرة بغرض النيل من سمعة الآخر ؟
3-هل التدخل في حياة الآخر اهتمام بالشخص أم اهتمام للمساعدة أو تتبع نجاحه أو فشله في الحياة ؟
4-كيف يجب أخد الاحتياط لتفادي الأشخاص المتربصين والمنافقين والحاسدين لنا في وسطنا الاجتماعي؟

5-كيف يجب التقاسم مع الآخر بعض أسرار حياتنا الشخصية ؟ وكيف اكتساب الثقة في الآخر ؟ ….
غالبا مانلاحظ المتطفلين والفضوليين الباحثبن عن المعلومات وعن هفوات الأشخاص بدل المواضيع المهمة
وهناك المهتمين اللذين ينتفعون من معلومات من الناس لغرض المعرفة أو الفهم ، فهؤلاء يهتمون بالأشخاص للإطلاع والمعرفة والاقتداء بأعمالهم إما للإعجاب أو الاستفادة.
أما المهتمين السلبيين فهم من يتربصون بأخبار الأشخاص من أجل التجسس بسوء نية أو لغيرة أو لحسد أو عن قصد أو حبا في الاستطلاع والفضول ، نظرا لجهلهم … أو لأنهم يعانون من نقص وحرمان لأنهم ضعاف الشخصية .
وهناك من يتجسس على أخبار ونشاط الناس لنقلها إلى شخص آخر بعمولة إما بمقابل مادي أو معنوي ، وهؤلاء إما عملاء أو جواسيس أو مخبرين محترفين!
في مجتمعنا المغربي تفشت هذه المظاهر والمؤسف ماوصلنا إليه الآن بظهور الأشخاص اللذين يتدخلون في حياة الآخرين ويتربصون بأسرار الناس بغرض السخرية من الآخر إما لإصدار أحكاما مسبقة عن الناس والإساءة بالظن في الناس عبر صفحات الشبكات الرقمية ….
وأعتقد أن هناك من يمارس سلوك التحسس والتجسس والفضول وتتبع أخبار وخطوات الناس في حالة النجاح بدافع الحقد والحسد .ويقال “إن من وراء كل نعمة نقمة”
وهناك مايسمون ” أعداء النجاح” كلهم أشخاص فشلوا في حياتهم الاجتماعية ويعوضون ضعفهم بالحسد والحقد لإشاعة النميمة والأخبار الزائفة لتحطيم والنيل من سمعة الناجحين.
ففي  مجتمعنا المغربي نلاحظ ظاهرة خطيرة وهي الحكم على صور الناس وعلى المظاهر وتسريحات الشعر واللباس والهندام وشكل وبنية الجسم والسن عوض الحكم على الإنجاز أو الاجتهاد أو الإبداع أو المعرفة أو القيم التي يملكها أصحاب المبادرات ، وخاصة مع انتشار وسائط التواصل الرقمي وطغيان الصورة والفيديو في التواصل .
فقد وصل الأمر ببعض المنافقين إلى قراءة الصورة اوغ الفيديو في الشبكات الاجتماعية التي ينشرها الأصدقاء في حساباتهم الرقمية ويقومون بإصدار أحكام خاطئة عن الناس والتدخل فيما لايعنيهم من أمور الناس بشكل من النفاق برغبة تشويه سمعة الناس لدرجة السخرية من اللباس أو الجسم أو الهندام أو الخطاب أو الوضعيات والمشاهد دون انشغالهم بمضمون الصور أو المشاهد والأنشطة والمعلومات والأفكار دون احترام كرامة الانسان.
ما اكثر أعداء النجاح، الفاسدون الممتلئة قلوبهم بالحقد واللوم، اللاهثون جرياً وراء أحقادهم ومصالحهم ، المكتوون بنار الحسد والغيرة، إنهم الجبناء يرمون بيوت الناس بالحجر وبيوتهم من زجاج ..!!!
“ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم “
فالمسألة لها ارتباط بالتربية والثقافة وبالقيم وبتغير العقلية في مجتمع يعاني من الجهل والأمية .

محمد الغياط أستاذ باحث في علوم التربية تخصص علم النفس التربوي سلا- المغرب – 25/3/2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.