النفسية في حاجة إلى متنفس..
ادريس لشكر. أولاد تايمة
أتذكر صديقا سبق وقال لي أو بالأحرى نصحني بعدم التوقف عن هوايتي المفضلة التي هي الكتابة عالمي الذي أحبه وأعشقه، حيث قال لي بأن ذلك قد يؤدي بي إلى ما لا تحمد عقباه ، فعلا بعد مرور الوقت وجدت نصيحة صديقي من ذهب وهي عين الصواب، حيث عانيت كثيرا … وهكذا فهمت ماذا يعني أن تهجر متنفسك، وتبتعد عن عشقك، وفسحتك التي تعبر من خلالها عن أرائك.
كيفما كان الحال فالمرض عادي وطبيعي، وكل واحد معرض له، لكن الجميل في كل الأزمات التي قد يمر منها الإنسان أنها تكشف له معادن بعض المحيطين به أو من يحسبهم في صفه..
لست كاتبا في قمة مجده، فقط أعبر بطريقتي البسيطة المتواضعة، التي قد تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر، لذلك ألتمس من كل المارين على هذه الكلمات المبعثرة التافهة أن يمروا عليها مرور الكرام، وأن يلتمسوا لي كل الأعذار وأن لا يحملوها أكثر مما تحتمل، لأنها لا تحمل أي إنتقاد للأوضاع السياسية.. ولا أي حل لمشاكل المواطن المقهور أو أي تحليل لظاهرة من الظواهر.. فهي فقط من أجل الترويح عن النفس، وإخراج ما يعتصر الفؤاد من أوجاع وآلام..
الحياة إستمرار إلى آخر رمق لا يمكنها أن تتوقف بسبب عقبة من العقبات، أو أزمة من الأزمات فهي حرب ومواجهة لا مجال فيها للإستسلام، إما أن تكون أو لا تكون، رغم كل ما بداخلي من داء وضعف أحاول الظهور مظهر ذلك الرجل القوي الصلب المتحمل الذي لا ينحني أمام الشدائد، ويرفض الشفقة من أي كان، ولسان حالي يردد إذا لم يكن من الموت بد فمن الهوان أن يكون موتي حقيرا. لا تجعل من أزمتك نهاية الكون فالرجل هو من سقط وحاول النهوض مرة أخرى.
شكرا لكل الأصدقاء الذين يتحملونني في حالاتي بما فيها السيئة ولم يتغيروا ولم يتبدلوا، ولم يبخلون يوما علي بنصائحهم.
شكرا لمن يرمموا فينا ما كسره الآخرون، يعيدوننا إلى الحياة ويعيدون الحياة الينا، ويجعلوننا نقتنع بأن هناك أمل في آخر النفق المظلم..
دمتم بكل بهاء.