نَحْنُ مِنْ شُعَاعِ الشَّمْسِ نُورٌ في وَجْهِ النَهَارْ
وَ نُجُومٌ لِلَّيَالِي الحَالِكَاتِ وَ أَنْوَار
اِنَّنَا البَاقُونَ .. الصَّامِدُونَ هَاهُنَا
دَرْبُنَا دَرْبُ اِنْتِصَار…
نَتَغَنّى بِالأَوْطَانِ ؛ تَتَوَالَدُ مِنْ أَحلْامِنَا الأَشْعَارِ
كَمَا الزَّيتُونِ نَحْنُ فِي الشُّمُوخِ، كِمَا النَّخِيلِ ، كما السًّنابِلِ كما الأشْجَارِ….
نَمْتَطِي صَهْوَةَ الرِّيحِ سلاحنا العزيمة و نبضنا الإصرار
نلقي بأرواحنا في مهاوي الردى..
عزائمنا يذلّ من سطوتها الجبّار…
وإن متنا فإن وراءنا من صلبنا بواسل ثوّار
يعشقون تربة هذه الأرض ولا يرضون بغير النصر خيار
إننا الباقون …الصامدون هاهنا
أعزّة لا يدنو إلينا العار..
بجِحت المنابر بذكرنا …وتفاخروا بشهدائنا الأبرار
سَيَأتِي الغَاضِبُونَ كل يوم بالمَشَاعِل
قَابِضُينَ عَلَى المَوَاجِعِ بِلَهِيبِ النَّارْ
تَتَدَافَعُ رَايَاتُهُمْ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ
مِنَ المَنَافِي و المَقَابِرِ وَ البِحَارْ
يُلَوِّحُونَ بإصْبِعَيْنِ اِشارةً النصر
وجوههم نور ونوار..
أصواتهم بالغناء تأتي كالهدير إلى مسامعنا…
القدس لنا ونحن أبناء هذي الديار
للحق صوت سيعلو في كل المدائن
يضمّد نزفا في مواجعنا وإنكسارا
أكتوبر قد أتى بما لا يشتهي العدى
نصر أسرّ النفوس فتغيّرت به الأقدار
سامية القاضي / تونس