الأديب محمد الصمري: حاول أن تترك وردة.. بدلاً من جرح

محمد الصمري

 

أخي ورفيقي ذ/ مجد الدين سعودي:

)دائما هناك في أعماقنا أمكنة يملؤها الحنين وشيء من عبق الماضي الإعلامي الذي جمعنا ذات يوم والذكريات النضالية العالقة بأرواحنا والتي تأبى المغادرة) (

رفيقي: ألم تقل لي يوما :

‏”في بعض الأحيان يجب أن تبني من حولك جدارًا للعزلة، لا لتُبعد الناس عنك ، بل لترى من سيهدم الجدار لكي يراك

جون بول سارتر

ما هزك ريح ياجبل…..

نشهد لكم بدون مجاملة ولا مواربة أنك كنت بحق من الصحافيين الاولين بمدينة وادي زم ، مراسلا لجريدة أنوال المناضلة وما أدراك ما جريدة أنوال، حين كان للقلم والخبر الإعلامي وقع وأثر لا تلوثه شائبة العلل الإملائية والتركيبية والصرفية وتكسوه الركاكة والترادف حد الغثيان والإسهال …..كانت مقالاتك طلقات حبرها من رصاص أزعجت الكثير من المتنطعين زمانها وكنت قمينا بكل الاحترام والتقدير الذي يكنه لك كل رفاقك ومن يعرفونك…..

لقد عانقت هذه الخلدونية حينما تربعت في الجريدة على ركن أدبي (شموع) إلى جانب أقلام عالية الكعب وخاطبت الكلام قبل الكتابة:

وَأَقُولُ لِلْكَلاَم ِتَمَهَّلْ

حَتَّى يَنْهَضَ الْمَعْنَى

عَلَى شَفَتَيْكَ

ثُمَّ قَبلْهُ كَمَا تَشَاءْ

أعلم أنه لا يوجد في الحياة جهاز لقياس الوفاء الإعلامي وشرف الكلمة وطهارة الخبر أدق من المواقف رفيقي….

‏فأنت ستبقى كما كنت دوما من الإعلاميين الذين اذا تكبر عليهم الهواء

‏يموتون ولا يتنفسونه !

ستبقى ذلك المناضل الأمازيغي الجدور والمثقف والإنسان الذي رحل مكرها عن مدينة أحبها وتعلق بها كثيرا وكتب عنها وغادرها في صمت دون وداع، وفي صدره جروح وأسرار ظل يكتمها إلى الآن ،حتى لا يجرح رفاقا خذلوه….

وأهمس في أذن البعض:

إذا أردتَ النقد؛ فانتقد بأناقة، ولا تنزع حبّك ببشاعة، بكلمات فرجاء جارحة لأنّ المواقف تعيش بالذاكره.. أكثر من الأسماء…..

حاول أن تترك وردة.. بدلاً من جرح، وأكرم قلما سبقك لحبر الهموم ومهنة المتاعب وانت لازلت في القماط وكان يومًا هو من عبد لك الطريق ….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.