بورتريه: مارسيل خليفة عراب الأغنية الملتزمة.. نورس القضيةالفلسطينية ..!!

Lebanese singer, composer and oud player Marcel Khalifeh performs during the 50th session of the International Carthage Festival on July 31,2014 at the Roman theater of Carthage near Tunis. AFP PHOTO / FETHI BELAID (Photo credit should read FETHI BELAID/AFP via Getty Images)

عبد العزيز برعود. المغرب

 

 

-1

منتصب القامة يغني مرفوع الهامة يشدو في يده قيتارة وعلى كفه نقرة عود

من فرح مدلل .

-2

بين ريتا

وعيوني..

بندقيهْ

والذي يعرف

ريتا ، ينحني

ويصلي

لإلهٍ في العيون العسليّهْ!

كشحرور اسير يصدح خلف قضبان سجانه ، للسلام يغني كي يهزم الحرب ، يتخطى شدوه الاسلاك الشائكة ،يرفع شارة النصر في وجه اعدائه، يعزف سمفونية الحياة بنبض الوتر، فيحول فوضى المجال إلى موسيقى، والموسيقى إلى فوضى الحواس ، ومن نسيب الحب ينسج عباءة للوطن الكبير بكل

أطيافه .

لا يأبه لهدير الخوف ولا لازيز الموت او لعلعة الصراخ ،اذ هو قس تعمد برماد الثورة على مجثى القضية، لبسها ،تلبسته، فانصهرا ،تماهيا، وتشكلا معا فصارا اغنية :

في البال أُغنيةٌ

يا أُخت، عن

بلدي

نامي لأكتبها

رأيتُ جسمكِ

محمولاً على

الزرد

نامي… لأحفرها

وشماً على جسدي

-3

مدجج بثقل القصيدة حد الامتلاء الفاتن كمزن غمام ،آخذا النوثة من حيادها،يأتي خفيضا إلى علو بوحه الشجي ليصنع ملحمته الشاهقة في اعالي الحنين إلى الأرض /الأم وهو يعانق محمود درويش في رائعته الخالدة

احن إلى خبز

امي

وقهوة امي

ولمسة امي

وتكبر في

الطفولة

يوما

على صدر امي

واعشق عمري

لاني اذا مت

أخجل من

دمع

امي .!

و بغزارة المعنى يعزف للذات والعالم انشودة الفجر الصارخ ، معلقا اصابعه على مشانق الوتر ،مروضا اياها على الشجية ،فيرتفع النشيد إلى ملكوت البهاء،

و ينبلج الصباح المسيج بالضوء من سراديب العتمات .

علينا اللجوء إلى الداخل، إلى القلق الجوّانيّ،حيث يواجه كل إنسانُ منا ضميرَه

وكيانَه؛ حيث يرى ذاتَه عارية من منبع الفكرة/ الوجود إلى طوق المجال /العدم .

ينطلق مارسيل خليفة في عزفه نحو أفق بنفسجي ملتبس يتأرجح بين هاجس الترقب وحتمية الجواب وهو يسائل حبيبته فلسطين :

من اين جاؤوا!؟

وكرم اللوز

سيجه

اهلي وأهلك

بالاشواك والكبد

وكان فمي يلهوا

بقطرة شهد

فوق وحل

يدي..!

-5

لفضاء من بشر وحجر لايتجزأ ،يتماهي فيه الخلق والخليقة منذ أزل التشكل ، لامكان فيه للمتعدد الا في المجاز الشعري وفي جموح الخيال و استعارات اللغة

واقواس الحارات القديمة،يصعد القدس من ترانيم الصحو ومواويل النايات الحزينة ، ومن اصوات المآذن واجراس الكنائس مبللا بغمام القيامة، فيغدوا النغم عند مارسيل خليفة قداسا

كنسيا على مذبح اوتاره ،وتصير فلسطين/القضية لحن اسراء الى معارج البوح وتتحول اعراس الموسيقى في حضرته الى ابتهالات ملائكية صاعد جؤارها في السماء ، يكسر هذيان الكون .

-6

من بيروت، رام الله، الخليل، حيفا، الى طولكرم يسافر بنا هذا النورس الابيض

الى مدراج الشموخ عبر صوته الشجي، وتواشيح معزوفاته الخلاقة، رفقة

عصفورة الحرية المنفلثة من قواعد الابجدية ، اميمة الخليل ..شحرورة

الاغاريذ المتحررة من الشباك، ومن قلق التوقع ،لينسجا معا أسطورة حكاية زعزعت كيان غاصب محتل .

عصفور طل

من

الشباك قالي يا

نونو

خبيني عندك

خبيني دخلك

يا

نونو

قلتلو انت من

وين قالي من

حدود السما

قلتلو جاي من

وين قالي من

بيت

الجيران

قلتلو خايف

من

مين قالي من

القفص هربان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.