الأستاذ أحمد السليماني: المربي الفاضل ورجل المواقف والمبادئ الثابتة والقيم الانسانية بمدينة الشهداء وادي زم
مجدالدين سعودي. المغرب
استهلال
سي أحمد السليماني، رجل التربية والتعليم الذي اشتغلنا معه بالثانوية الإعدادية عمر بن الخطاب بوادي زم ذات زمن بهي.
تمر الأيام ونلتقي مجددا لنصل الماضي بالحاضر.
وجدناه كعادته وقورا ومحترما، يقدس الصداقة وتجده الى جانبك بحكمته وابتسامته وصدقه وروعته.
بعين ثاقبة واهتمام كبير يتابع الأستاذ أحمد السليماني كل ما يكتبه أصدقاؤه وغيرهم من منشورات، فيكون تعليقه ملائما وحكيما.
1 قمة العطاء والوفاء والهاء والنقاء
سي أحمد السليماني وفي حد الصفاء.
ويشبه في وفائه المثل التايلاندي: (شعب لا يعرف الوفاء شعب لا يعرف التقدم. )
وذات وفاء قرأت ما يلي: (سئل أحد العرب، بأي شئ يعرف وفاء الرجل دون تجربه و إختبار، قال: بحنينه إلى أوطانه و تلهفه على ما مضى من زمانه. )
سي أحمد السليماني صديق وفي، يصدق فيه قول المهاتما غاندي: (للوفاء معاني كثيرة، أجملها صديق قلبه يفيض باهتمام لا يجف.)
2 عن البحيرة والتهميش
اللاك أو بحيرة وادي زم المنسية والمهمشة، تجعلنا جميعا نصاب بخيبة أمل حول معلمة تاريخية وحديقة مهملة، تجعل أستاذنا سي أحمد السليماني ينشر تدوينة معبرة ومؤثرة، وهي:
(يتذكر سكان مدينة وادي زم ذلك النبات المائي الكبير الذي كان يتوسط لفترة طويلة بحيرة وادي زم.
تجدر الإشارة أنه كان لهذه النبتة منافع تتعلق بتنقية مياه البحيرة إلى جانب كونها نبتة للزينة)
3 عن موت البعض البطيء
الموت عند سي أحمد السليماني هو موت من لا يسافر ولا يتحرك ولا يقرأ ولا يستمع للموسيقى، لهذا يردد مع بابلو نيرودا قصيدته:
(يموت ببطء
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺎﻓﺮ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻴﺪ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ..
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍً ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ..
ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍً عاداته ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳُﺠﺎﺯﻑ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻮﻥ ﻣﻼﺑﺴﻪ ..
ﺃﻭ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻬﻮﻝ ..
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﻣﻦ ﻳﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﻬﻮﻯ ..
ﻭﺯﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ..
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻖ ﻟﻠﻌﻴﻮﻥ ..
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﻴّﺮ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺲّ ﺍلفتور ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺐ ..
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻟﻴﺤﻘّﻖ ﺍﻷﺣﻼﻡ ..
ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﺮّﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻤﺮّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨّﺼﺎﺋﺢ
ﻋِﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻵﻥ
ﺟﺎﺯِﻑ ﺍﻟﻴﻮم
ﺗﺼﺮّﻑ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺗﻔﺎﺩَى ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ
ﻻ ﺗﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ…)
بابلو_نيرودا
وسي أحمد السليماني عاشق حقيقي للقراءة، ويردد مع الروائي الكبير واسيني الأعرج: )كنت أدرك بعمق ان أكبر واق من
ذات جمال كتب سي أحمد السليماني التدوينة التالية:
(بعض الوجوه جميلة حتى في عتابها، وبعض الوجوه مريبة حتى في ابتسامتها، فالجمال ينبع من اعماق النفوس لا علاقة له بتقاسيم وتعبيرات الوجه… )
لهذا قال عنه الشاعر البهي عبد العزيز برعود: (أستاذنا أحمد السليماني رجل صدوق ربى أجيالا وأجيالا.
ولهذا كتب أفلاطون: (إذا كان الجمال يجذب العيون، فالأخلاق تملك القلوب. )
4 سي أحمد السليماني: ثقافة بلا حدود
هو المثقف القارئ النهم.
يبحث في كل الكتابات والنصوص الشعرية والنثرية عن بهاء اللغة وقوة البديع ودقة الوصف، ولهذا يختار بعناية فائقة ما يقرأ وما ينشر.
انساني كوني بشساعة هذا الكون، ومتواضع لأن التواضع شيمة آل السليماني.
كبير في مواقفه وثابت في مبادئه وأخلاقه.
خاتمة
وهل لحديثنا عن أستاذنا سي أحمد السليماني نهاية؟
فنحن لم نبدأ بعد.
وسنواصل الكتابة في أجزاء عن رفيق التربية والتعليم الذي استفدنا من أدبه وحكمته وتواصله وتواضعه.
سي أحمد السليماني نعتز ونفتخر بك دوما.
الجزء 1
مجدالدين سعودي. المغرب