إمام مسجد الإمام مالك يدق ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الانتحار بخريبكة

خريبكة_أشرف لكنيزي/

دق الأستاذ عبد الله منثوران إمام وخطيب مسجد الإمام مالك، ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الإنتحار بمدينة خريبكة، والتي عرفت ثلاث حالات انتحار في ظرف أقل من شهر واحد، إثنين منهما في أواخر شهر رمضان الأبرك، وأخرها ليلة يوم أمس الخميس 27 أبريل الجاري، حيث وضع مهاجر مغربي بالديار الخارجية حدا لحياته بمنزله الكائن بحي الوفاق.

واعتبر الأستاذ عبد الله منثوران، في خطبة الجمعة 28 أبريل 2023، “أن الامة ابتليت بنكبات كثيرة على مر العصور، حتى يومنا هذا، وأن اشد أنواع النكبات التي قد تبتلي بها الأمة هي أن يتسرب اليأس إلى القلوب، وتتفرغ القلوب من الأمل واليقين، فيتخلص المرء من حياته عن طريق الانتحار، وهي جريمة تعد من أبشع الجرائم على الإطلاق، ولهذا جاء التحذير من الانتحار بقوله عز وجل في محكم كتابه “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا” (سورة النساء 29،30)، وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال “من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن شرب سُما، فقتل نفسه، فهو يتَحَسَاهُ في نار جهنم خالدا مُخلَدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل، فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا”، فهذا الحديث أيها المسلمون يدل على تحريم هذه الظاهرة المكيدة، وأنها كبيرة من كبائر الذنوب، وان الجزاء من جنس العمل فكل من قتل نفسه بشيء عذب يوم القيامة سواء قتل نفسه بالرصاص، أو قتل نفسه شنقا بالحبل، أو قتل نفسه بالسُم…، فالإسلام عباد الله حرم كل الطرق التي تؤذي إلى عذاب النفس وقتلها، فعلى المسلم إذا ضاقت به الأمور وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وتكاثرت عليه المشكلات، وضاقت نفسه فيها، فعليه أن يتذكر رحمة الله ستذهب عنه الهموم، وتزول الغموم، وينصرف اليأس والقنوط على النفس، هذا إذا كان مسلما مؤمنا، ذاكرا لله مقدرا له حق قدره، فإن لم يكن كذلك وغلبه اليأس، فإنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون، ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون”.

وأضاف الأستاذ عبد الله منثوران، “أن هذا الإنسان الذي يقدم على الإنتحار يريد أن يهرب من عذاب الدنيا الزائل مهما بلغ ليقع في عذاب الأخرة الذي لا ينتهي “ولعذاب الأخرة أشد وأبقى” (سورة طه). وإذا تأملنا وبحثنا في أسباب هذه الظاهرة، فإننا نجدها متعددة ومتنوعة منها أسباب اقتصادية كالفقر والحاجة، وتراكم الديون والبطالة، ومنها أسباب اجتماعية عادية كاليتم وفراق الأبوين، ومنها أسباب نفسية تؤدي إلى ما يسمى بالكآبة كالعزلة والخوف من المستقبل، والرسوب في الامتحانات الدراسية أو التوظيفية.

لكن عباد الله إذا تأملنا جيدا، فإننا نجد أن السبب المباشر هو الفراغ الروحي والابتعاد عن دين الله عز وجل مصداقا لقوله تعالى في كتابه الحكيم “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” (سورة طه). فالإنسان عندما يبتعد عن الله فإنه يسلم نفسه للشيطان، والشيطان يخوفهم ويحزنهم ويقلقهم، ويقودهم إلى المشاكل النفسية والوساوس التي لا علاج لها إلى بالعودة إلى الرحمان الرحيم. أيها المؤمن فقد تعهد الله بالحياة الطيبة والهادئة لعباده الصالحين مصداقا لقوله تعالى ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” (سورة النحل) “.

لقد وفق الأستاذ عبد الله منثوران في تناول موضوع ظاهرة الإنتحار، في أول جمعة بعد شهر رمضان الأبرك، ليجعل الإنسان من رمضان صفحة جديدة للتوبة والإنابة والمداومة على الطاعة ومراقبة لله في كل وقت وساعة، من خلال إجتناب المعاصي والسيئات، امتدادا لما كان عليه في رمضان من أمور تقربه إلى رب البريات، ولا تجعله يعيش الفراغ الروحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.