إطلالة إبداعية سريعة على ديوان (أثداء الكرز) للشاعرة سوار غازي

مجدالدين سعودي. المغرب/

 

استهلال:

حدثتنا سوار عن ديوان (أثداء الكرز)، قالت: وبعد البدايات، وتراكمات وتعدد القراءات، أتى الديوان بطعم الأشجان، فاتحا طابوهات الشرق الجبان.

1 في دلالات عناوين القصائد:

انتفضت سوار في (صرخة بكماء) وهتفت:

(العُرْفُ فجيعتُنا

نتجرعُّها مُدَمَّاةً..

حوّاءُ ضلعٌ قاصرٌ ووعاء!

خُلِقَتْ لربطِ الحِذاء!..

 

والخِتانُ يحفظُ لها الغِشاءْ!

منذُ البدءِ…

خضَّبوا كفوفَها بالشَّقاء!

لفّتْ روحَها بقمطِ الشاةِ

رغمَ الصرخةِ البكماء…

برزَ جيدُها…

نكّلوا بجنسِها…

استجارتْ من أسياخِ القتلةِ،

طاردتْها أصابعُ العشيرةِ)

وتحدثت بلغة الفضح في (ديك العرب):

(قِفّارُك مَقبرَةُ الغِزلاَن

سَماؤُك جَدباءُ اللَّون

زَمانُك طلٌّ

يَتَقَلقَلْ..

وأنتَ فِيه المُهلهِلْ

تَصُولُ..

تَجُولُ..

بينَ خَبَاء الدَّمَن)

 

ووجهت نجواها وشكواها للأب في (أين أضع الخباء؟) وأنشدت:

(بذاكرتي

لم تكنْ هنا ..

خدشوا وجهَ أحلامي..

داسوا وجَعي…

 

فخلوتُ بالحزنِ في سِرِّي..

يا أبي.. )

 

في (شرقي العزيز) و(الذئاب) و(سوارق الشرق)، يمكن الحديث عن هذا الثالوت بلغة سوار الشعرية:

(إلَى مَتى ياشرقُ ..؟

تُهان السوسَنةُ المُحْصَنةُ)

 

بلغة ماكرة فتحت -الامتاع والمؤانسة – بطريقتها الخاصة، فكان الاشتهاء والغواية في (أثداء الكرز) و(رحيق التفاح):

(فحل أنتَ في الخِدر

تَجُولُ كطاوُوسِ مِهْيَار

بلُعابٍ مَسْعُورٍ

فقدَت مَاهيةَ الأدْوَارِ

هُنا يَقيناً تَحدثُ مَجازِرْ

الأَنفاسُ منكَ تَصرخُ مَكسورةً

وكلُ ما طَالتْهُ يداكَ ذَبِيحٌ

والقلبُ كَظيمٌ

لاَ صَوتَ لَهُ )

إنها (رقصة ظل)، حيث يتم تسمين المرأة:

(منذ ولادتي

وأُمّي مشغولةٌ بتسمينِ دجاجِها البلديّ…

كنتُ بقعةً منسيةً في مناحي خُمِّها..

لذلكَ أُفضِّلُ الجلوسَ بعيداً…

تحتَ شجرةِ الكرمةِ..

أُفْرِدُ ضفيرتي ..

أفكُّ أزارَ المَلَلِ ،

بمراقبةِ سربِ النملِ )

وفي(الصوت الخفي)، ها هو الوجع:

(بينَ مَرَايَا العُمْرِ

تَردَّدَ الصَّوْتُ في المَدَى

يَا رَاشِقًا بِالظُّنُونِ

كلَّ العيونِ

بالخَطَايا والمَنُونِ

مَازلتُ أُنْثَى

بِجَمَالِ الحِسَان

أنثى بكل الأزْمِنَة

تَرْوِي وجَعَ الحَقِيقَة

خَرَجَتْ مِنْ أَكْفَانِ المَوَات

عَنْ عُرْفِ رِجَالِ القَبِيلَة)

ولهذا أنشدت في (خطت بالطبشور) طفولة مغتصبة:

(كيف بِربكُم

تُزفُ طِفْلَة..

مِن عَصْرِ الرّضَاعَة

إِلى هَزِيع الخَرِيف

قَد بلغ مِن العُمْر عُتِيَّا)

وفي (ما ملكت يمينك)، حوار بين سيد الشرق الملتهب المندفع وبين الأنثى التي تموت أحاسيسها بفعل تهميش المرأة واعتبارها مجرد وعاء للرجل ليلبي رغباته:

(سيدَ الشرقِ تعلَّمْتُ التجمَّدَ

وأنَا أحترقُ وأكتوِي بلهيبِ مُغامراتِكَ

وتعلَّمْتُ أنْ أنصهرَ عشقًا من رضابِش فتيْكَ)

2 في دلالات البوح:

هو بوح بطعم التمرد والثورة على تقاليد بالية يلعب فيها الرجل الشرقي دور البطل الأناني والمستبد

خاتمة:

هذه مجرد اطلالة إبداعية وابحار سريع في عناوين قصائد الديوان الشعري أثداء الكرز الذي سنعود اليه في مقاربة نقدية تلامس كل عتباته النصية وخصائصه الإبداعية.

إحالات:

1 كل الأقواس هي احالات على عناوين قصائد الديوان أثداء الكرز لسوار غاز.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.