أرجوحة الوداع قصيدة للشاعرة ✍️ : سوار غازي

 

القدرُ جَائع يُطاردُ أيامنا
يَقضِم عمرنا…
يَسرق من جيوبِنا
حَلوى الفرَح…
يُسقطنا في حَرَّة الوداع
فلا نستطيع الرُجوع
إلى أولِ الإيقاع…
نهاب لسعةَ الضياع
والموتُ بين شواهِد الدُّقَاع
كنتُ هاهُنا …
مُتسرْبلة باللهفَة والدموع
وكُنتَ هُنالك…
تُشاكسُ عُيونِي الضامِئةَ للرُجوع
وكلانا في العُمقِ يَسحقُه جَمرُ النَّزِيع
فيَا أيُّها المُتأرجِح فِي صَدرِي المُلتَاع
عُد لننسِفَ جَمرهُ قدرَ المُستطَاع
أطْعمنِي حُضورا بِنكهة البلَح
لَملم حُشاشةَ قلبي هُناك
بين زَوايا المَخادِع
عُدْ لتكبرُ جَدائلِي بين مُشط يَديك
وانْفُض عن مرآتي غبارَ الأوجاع
عُدْ فشِفاه القلب غَزاها الرَّدْح
مُدَّ زَبْدَ عَوْدِك
لِيمسحَ عَفوِي…
ما اقْترفتْهُ عَينَاك
سَقتنِي سعيرَ الخَنَع
حِين هَمهَمتْ بالوَداع
أأقولُ لَحظتَها أَمعنَ صَمتِي
تَحرَر من نَحِيح المَواجِع
هَتف…يا ليتهَا خَطفَتنِي
يَدُ المَتاهِ إلى مَداك
وصَاغتْ لِي أرْجُوحة الرجُوع
إلى رَدْهَة حِماك
إلى مَوطِئ الرُوح
أفترشُ السُؤال في بُقجةِ الرِّيح
كَيف لَه أن يُعيدَ الإيقَاع
فالصَّدُ يُقارعُ المَضاجِع
والجُرح يُقايض الجُرح
كَيف والقدرُ شحِيح
يَشلَحُ عُرجونَ الشوقِ من الجَوانِح
يَجلدُ المشاعِر أتُونُ الصقِيع
يُمسِي الحَنين هَلوسَة الهَزِيع
كَيف يا عُمرِي ولَو مجازًا
نَلتقِي في حُقولِ المِلح
يُعرِي أجسَادَنا غَزل مبحوح
كيف جَاء الوقتُ مَسكُونا
بخاتمةِ الوداع
كيف تَتفتح فينا سَنابلُ القمح
ونحن نَنتعِل قُروحَ الوداع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.