الكاتب عبد العزيز برعود يكتب بورتريه : محمد الرضاوي شاعر يعتلي مدارج الكلم كي يقطف مزن القوافي

صورة للكاتب عبد العزيز برعود/

عبد العزيز برعود/

 

ياقبلة الاوجاع هزي نخلتي
قدضاع حلمي
بين نومي والوسن
أسقطت تفاحي
على أرض الردى
فتمايلت أغصان
قلبي
في وهن
وخرجت من كل
الجنان ومولدي
أمسى يصفف
كل أرجاء الوطن

 

حينما قرأت سيرته الذاتية استقرأت خبىء سريرته المضيئة كالشفق وقبل ان اطلع على محتوى منجزه الشعري الحافل بالمعنى وكثير من الدلالات الثاوية في حب الوطن والانسان ولجت الى سراديب افكاره المشبعة بكيمياء الحرية والانعتاق فوجدت ان الوطن في دمه أريج من بهاء وان البهاء في روحه هيدروجين من النقاء.
ثم وانا اتابع مساره النضالي الوارف الامتداد كفاعل اعلامي مناضل حقوقي مدجج بترسانة من المفاهيم الكونية وفيض من القناعات والمبادىء السامية ينشط في صفوف عدد من الإطارات الحقوقية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة حماية المال العام والصليب الاحمر الدولي وكمعتقل سياسي يأبى الخنوع، عرفت أنه جبل لا يهزه صرصر ريح، وانه من طينة الأشجار يأبى الى ان يموت واقفا، منكسر الهامة لايعيش، فهو كحصان جامح لا يروض..

عاصف صهيله
..!! يا حصاني
حين تأتي العاصفة
لا تعبأ بالاشجار
الواقفة
حين تأتي العاصفة
لا ترحم القلوب الراجفة
يا حصاني
انا جريح
ودمائي نازفة

هذا الرضاوي المتمرد على الاعراف البالية ، الباحث عن وطن في اعالي الشعر ،و بيت يأويه في سهوب القصيد، اطلق عنان رحيله صوب منافي الاغتراب باحثا عن الخلاص من اعطاب الذاث والوطن ومن جراحات الذاكرة العصية على النسيان بعد ان اوشك مخزون صبره على النفاذ، وهو موقن ان الغربة حياة مستعارة ، لكنها قد تكون بديلا عن الاضطهاد والقهر والاستعباد لذلك فضل اغترابه الفسيح على تقلص مساحة الضوء وفي قلبه غصة وطن..

أيها الوطن
الذي يبتعد
كلما اتسعت في المنافي خطاه
أيها الوطن الذي يتئد
كلما فوتت خيراته
وثرواته قلت اااه..
ايها الوطن الذي يرتعد
كلما كتبت شعرا
في هواه

هاأنا أراه وهو يبحر في شطوط التمني محملا بكرم أحلامه وفيض اشواقه ، غزير الدفق يتفجر في مروج النص كالتجلي ،يعتلي صبوات النضال على صهوة الجمر ، في قلبه شعلة من أمل لا تخبوا وعينه سرحى على رحيب أفق ممتد ، زاده جماع يقين ثابث وهواجسه تساؤلات فلسفية مشرعة على كل الاحتمالات

استغيت عطف الأيام
وارتشف مر العذاب
من كؤوس
الظلمة والشقاء
تارة ، اعزف على اوتار الأمل
ألحان العشق
بنغمات العزاء

ثمة قدرات وارفة لمبدعنا القدير في إخراج مكنون الحرف واستنطاق قوافي الكلم من خلال كتاباته وابداعاته المتعددة التي تجمع بين الشعر والنثر والسرد والمقالة الصحفية ناهيك عن هواياته الاخرى في الفن والرياضة كبطل في رياضة التيكواندو الفولكونطاكت في تسعينيات القرن القرن الماضي، وهو يجسد مقولة العقل السليم في الجسم السليم وما يجعل من مبدعنا المناضل مثقفا عضويا شاملا يتزيا بوشاح المصداقية والكفاءة.

عبد العزيز برعود. المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.