ما بين السكينة والدعاء، هناك نعمة البهاء بقلم: مجد الدين سعودي
مجدالدين سعودي. المغرب/
استهلال:
وكان الحديث بطعم السكينة، تتخلله بين الفينة والأخرى حضور دعاء رمضاني مبارك.
حضر البهاء ووقع تهاني رمضانية حقيقية وصادقة نابعة من قلب انساني بهي.
كان الحديث يدور حول وصفة البهاء السحرية.
قلت للبهاء: ما بين السكينة والدعاء، هناك نعمة البهاء.
فابتسم البهاء.
1 دعاء:
في شهر الصيام والغفران والمحبة، يهتف شمس الدين التبريزي، بكل سكينة: (تٙحدَّث معَ اللّه أكْثر وبثَّ له كلّ ما تَشعُر).
انه بهاء صوفي بامتياز.
ها هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، يهتف: (إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء).
وعندما يتذكر البهاء بهاء دعائه، فانه يرفه يديه البهيتين الى السماء ويهتف مع ابن عبد ربه: (ما قرعت أبواب السماء بمثل مفاتيح الدعاء).
وبلغة البهاء يكتب أحمد خيري العمري: (والدعاء في جوهره، هو أكبر وأعمق من مجرد أن يكون عندك طلب ما، منه عز وجل، الدعاء في جوهره، هو أن عندك قضية، لديك دعوة ما، لديك هدف، لديك ما يملأ عليك حياتك لدرجة أنك تطلب منه عز وجل أن يعينك فيها).
الدعاء بهاء والبهاء دعاء، ولهذا يقول الفيلسوف سورين كيركغور: (دور الدعاء ليس في أثره عند الله ولكن في تغيير طبيعة الداعي).
في الدعاء بهاء.
وفي رمضان يصبح كل دعاء بهاء ونقاء وصفاء.
2 سكينة:
السكينة جلال، وعندما نختار السكينة عنوانا للصفاء والجمال الرباني ونتوجها أجمل الجميلات لأنها نسخة من البهاء.
قال عمر بن الخطاب: (تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه، ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم).
وها هي عارضة الأزياء بوديدهما تلخص لنا السكينة فتقول: (عقلك هو السكينة).
فيجيبها شمس التبريزي: (تجد السكينة عندما تتخلى عن الحاجة لجذب انتباه الآخرين والحاجة لإثبات أي شيء لأي شخص).
كما يواصل شيخنا الصوفي الزاهد التبريزي قول الحكمة فيهتف: (لا نحتاج الفرح بقدر ما نحتاج السكينة).
خاتمة:
قلت للبهاء: ما بين السكينة والدعاء، هناك نعمة البهاء.
فابتسم البهاء وهتف بكل بهاء: كل رمضان كريم والجميع بألف بهاء ونقاء وصفاء.