” سيدة البهاء “إلى كل نساء البهاء بمناسبة عيد المرأة،  8 مارس البهي. بقلم الكاتب الصحفي مجد الدين سعودي

مجدالدين سعودي. المغرب/

 استهلال: 

والمسافر: (هو الذي سافر بفكره في المعقولات والاعتبارات، وهو سير وسفر الى الله تعالي محبة، هو سفر القلوب والوجدان).
قال ابن الفارض:
(حديثي قديم في هواها وما له
كما علمت بعد وليس له قبل)
قال النفري:
(فيفنى ثم يفنى ثم يفنى
فكان فناؤه عين البقاء)
انه سفر روحي، بهي نقي، عنوانه طهارة القلوب وقوة الايمان.
1 مطر الوجد
قالت المسافرة: (ما المطر؟)
أجاب المسافر:
(هي البدايات
هي العشق الأزل
هي قصيدة الأمل
هي الغياب في أقصى الحضور
هي الحضور في أقصى الغياب.
فاجتمع (أهل المطر) وغنوا:
(في المطر اشتهاء
وفي المطر احتفاء
والمسافرة تلبي النداء
رغم علة الجسد
وصفاء الوجد)
2 حنان ورجاء
قالت المسافرة: (ما الحنان؟)
أجاب المسافر:
 
هي قبلتي للصلاة
وهي همستي في الحياة
يأتي صوتها من القطب البعيد
دافئا دفء دموعي
وبهيا بهاء خشوعي
 
هي البدايات
هي العشق الأزل
هي قصيدة الأمل)
وهتف الجنيد: (المحبة هي استيلاء ذكر المحبوب وصفاته وأسمائه على قلب المحب… والمحبة هي قطب المقامات، وهي أصل العبادة).
 
3 سكينة الحق
قالت المسافرة: (ما السكينة؟)
 
فأجاب ابن الفارض:
(زدني بفرط الحب فيك تحيرا 
وارحم حشى بلظى هواك تسترا
 
وإذا سألتك أن أراك حقيقة 
فاسمح ولا تجعل جوابي: لن ترى)
هتف المسافر:
 
(السكينة
هي الحجاب
تكتب ملحمة الميلاد
هي الحلول والفناء
هي البقاء
في ملكوت حلمي
في يقظة همسي
في سمو فكري
 
السكينة:
هي البدايات
هي العشق الأزل
هي قصيدة الأمل)
 
4 دعاء الشوق
ومن شدة الشوق والغياب، بكت المسافرة، فأتاها من بعيد صوت الجنيد:
(حاضر في القلب يعمره
لســـت أنساه فأذكره
فهو مولاي ومعتمدي
ونصيبي منـــه أوفره)
 
قالت المسافرة: (ما الدعاء؟)
أجاب المسافر:
 
(هو البدايات
وليلى الميلاد
ولقيس ألف سلام
فنحن معا، نتقاسم البهاء
ونصلي من أجل الصفاء)
 
هتفت المسافرة:
(وأنا المسافرة
عبر الشجن
ورحلة المعاناة والألم
والحنين لدعاء بهي)
أجاب المسافر:
 
(هي البدايات
هي العشق الأزل
هي قصيدة الأمل)
 
5 مناجاة
اجتمع أهل المعرفة والتقوى والتصوف، فتناجوا، وكان صمتي يؤرقهم، التفت الي كبيرهم الذي علمهم التصوف، وقال لي بلغة المكاشفات:
(يا هذا
تكلم حتى نراك
تكلم حتى تذوب فينا
تكلم حتى تصعد روحك الصافية – كبلور- الى الملكوت …)
وأجبت بعشق رباني وبوح صوفي، كبيرهم الذي علمهم المناجاة:
(عشقي لا حدود له
أعشق هذه المكاشفات …
أسافر معها الى اللانهايات …
أراه عشقا فيراني عشقا …
أراه ذوبانا فأذوب فيه …..)
قال كبيرهم الذي علمهم العشق الرباني:
(ما أراك الا مسافرا)
قلت: (ورب السماء، أعشق الخالق وسفري..)
 
فاجتمع أهل المعرفة والتقوى والتصوف، وتوجوني في اليوم الأول : (الصوفي العاشق الولهان) …
وهتف كبيرهم الذي علمهم العشق الرباني:
(أنت صوفي حقيقي
فسر في طريق عشقك الرباني
وعانق بهاءك بقوة التجليات والمكاشفات …)
هي البدايات
هي العشق الأزل
هي قصيدة الأمل
 
قالت المسافرة بصوت الشجن:
(وأنا الحزينة
أرفض كل أنواع العطور
أبحث عن البهاء
أحاول نسيان هذا الاشتياق
والحلول
والذهول
والداء
واللاشفاء
فأكابر
وأغامر)
 
 
مختم البهاء
هتف الحلاج ببهاء:
(عجبتُ منك ومنِّي
يا مُنْيَةَ المُتَمَنِّي
أدنيتَني منك حتَّى
 ظننتُ أنّك أنِّي
 وغبتُ في الوجد حتَّى
 أفنيتنَي بك عنّي
 يا نعمتِي في حياتِي
وراحتي بعد دفنِي
 ما لي بغيرك أُنسٌ
من حيث خوفي وأمنِي
 وإن تمنيْت شيْئًا
 فأنتَ كلُّ التمنِّي)
قالت المسافرة: (هل البهاء أحد واحد؟)
أجاب المسافر:
(سأتشبث ببهاء واحد
فالله واحد
والبهاء واحد
والالهام واحد)
قالت المسافرة: (ما البهاء؟)
أجاب المسافر:
 
(البهاء حلم
البهاء عيد
البهاء في عزه بهاء
البهاء…
أنت سيدة البهاء).
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.