الشاعرة حورية خرباش في حوار صحفي مع جريدة لوبوان24
حوار من إنجاز محمد الرضاوي/
يلقي الشعر الأنثوي بظلاله الخضر على مساحة المودة التي تسكن الذاكرة فيصير قاموساً نستذكر به متع حياتنا، أيام تكون الأنثى خط شروع لكل رغبة تعترينا لاكتشاف هاجس ما، حتى لو كان طلسماً سليمانياً. والشعر ذاكرة العبادة، الشعر هو اغتراب يسعى للوصول الى مثاليته، تلك المثالية التي نشعر بِتَيْهِهَا متى أحسسنا بقرب دنو أجل الواقع، لتأتي الفنتازيا وتقيم في الرأس مأتمها، وهو ما يطلق عليه أرسطو تسمية الخلق الشعري. الشاعرة حورية خرباش وجدتُ في قصائدها، تلك الشاعرة الحساسة ببوح مشاعرها الصادقة بإحساسها الواسع والصافي وهي تعبر عن خلجات قلبها من الواقع الحي . ولتسليط الضوء على تجربتها ومسيرتها الشعرية كان لجريدة لوبوان24 معها هذا الحوار :
س)من تكون الشاعرة حورية خرباش ؟ حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة؟ وكيف كانت البدايات؟
ج_ حورية خرباش…من مواليد مدينة صفرو حائزة على الإجازة تخصص تاريخ ودبلوم الدراسات المعمقة تخصص تاريخ المغرب.اشتغلت أستاذة لمادة الإجتماعيات بالثانوي.حاليا على التقاعد.
الكتابة بالنسبة لي كانت دائما ملجأ ووسيلة التحرر بعيدا عن مشاكل الحياة وعقد المجتمع وسبيلا للتعبير عما يخالجني.ولكن بدأت الكتابة بالثانوي فحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة الثانوية الأدبية في القصة القصيرة.ولكن كتاباتي القصصية كان مصيرها سلة المهملات لم أكن اوليها اهتماما نفس الشيء بالنسبة للشعر حيث بدأت أكتب أولى قصائدي وأنا بالكلية.وظللت هكذا إلى أن قررت بتحريض من بعض الاصدقاء على طبع ما أكتبه من أشعار فصدر أول ديوان لي سنة 2015 وهو الموسوم بعنوان:العودة
س _ بمن تأثرت بالكتابة في البدايات وماهي الموضوعات التي اخذت حيزا اكبر في قصائدك وقتها؟
ج_ قرأت لكثير من الشعراء لكوني كنت دائما أعشق الكلمة الجميلة التي تمس المشاعر والإحساس. أحببت كثيرا شعر المتنبي وشخصيته أيضا ،وعشقت شعر محمود درويش ،لكني أكتب الشعر بطريقتي وبصمتي.
س_ هناك من يصف الخطاب الشعري لدى المرأة عموما بالخطاب الذي لم يزل متعثرا ما رد الشاعرة حرية خرباش على ذلك؟
ج_ لم أفهم كيف يكون الخطاب الشعري لدى المرأة متعثرا…
متعثرا من أي ناحية.. أقول الشعر هو تعبير عن إحساس يصب من أحد المواضع.والمراة الٱن خصوصا المغربية تخطب كل الحواجز وبكل قناعة وحرية تكتب في كل المواضيع…فمن يسبب في تعثر خطابها الشعري ؟؟؟؟
س_كيف تنظرين إلى التحولات الحاصلة في الساحة الشعرية في المرحلة الحالية وانعكاساتها على وعي المرأة المغربية ؟
ج_لم ألج مجال الشعر منذ سنين طويلة لدى، لا يمكنني أن أحكم على التحولات ولكن عندي ملاحظة : انتشار التفاهة وسيادتها على المجال الشعري خاصة والثقافي عامة.فالشعراء الحقيقيون والمتمرسين يعيشون ويعملون في الظل والمتشاعرين يتفطحون بالتكريمات والجوائز والطامة الكبرى أنهم يمثلون الوطن خارج الحدود….فمن المسؤول ؟؟؟؟
س_ ماهو مفهومك للحداثة في الشعر وما هي معايير القصيدة الحديثة. كيف يمكن تحديد الحديث في القصيدة اذا فكرنا في الموضوع كقواعد موجودة يمكن اتباعها ؟
ج_أظن أن الحداثة في الشعر هي الأسلوب الحداثي الذي أصبحت تعرفه القصيدة منذ عهود قريبة مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ،أي الابتعاد عن القصيدة العمودية بكل مواصفاتها.ولكن تبقى القصيدة الحديثة خاضعة لمجموعة من القواعد أهمها التفعيلة.
س _كشاعرة مغربية كيف تنظرين إلى الناقد المغربي. هل يقوم بدوره على أكمل وجه.؟
ج_النقد الأدبي مجال مهم وأساسي في إبراز خبايا العمل الأدبي.ولكن يجب أن يكون الناقد كفءاً ومتمرسا في هذا المجال.بذلك يكون النقد فعالا.
س_لا جدال في أن المرأة تختلف عن الرجل برقة المشاعر ورهافة الحس. برأيك كشاعرة، هل تعد القصيدة التي تكتبها المراة هي ومضات ونبضات آتية من الحلم أم الواقع..؟
ج _ ليس هناك فرق بين ما تكتبه المرأة وما يكتبه الرجل سوى في قيمة القصيدة الأدبية أما المشاعر والأحاسيس فهي واحدة.فالمرأة تكتب الومضة والخاطرة والقصيدة ونفس الشيءالرجل والقصيدة عمل إبداعي مصدره الواقع والخيال.
س_ ما رأيك بمصطلح أدب ذكوري، وأدب نسائي؟
ج _في نظري ليس هناك ما يسمى أدب ذكوري وأدب نسائي….هناك أدب وكفى.
س _حدثينا عن إصداراتك وما مشاريعك الأدبية المستقبلية..؟
ج_من إصداراتي:
_ديوان العودة: سنة2015
_ديوان ترانيم على بياض الروح:سنة2018
_ديوان تراتيل على حافة البوح:سنة 2020
_ديوان جماعي:قبسات هايكوية.سنة2021
_ديوان تقاسيم على نبض الحلم.سنة2023
مجموعة قصصية: لن أكتفي بك قيد الطبع.
ختاما أتقدم بشكري وامتناني للأستاذ الإعلامي محمد الرضاوي على هذه الإلتفاتة الكريمة.ولكل الساهرين وهيئة تحرير جريدة لوبوان24.