سلسلة: “شاعر وقصيدة” تستضيف الشاعرة حياة البستاني الجزء الثاني إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي

سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي.
الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة 37 مع الشاعرة: حياة البستاتي.
السيرة الذاتية:

الشاعرة: حياة البستاتي ابنة “تمسمان” من شمال شرق المغرب بإقليم الناظور، أستاذة باحثة ،تشتغل بالتدريس بالسلك الثانوي التأهيلي ابتداء من سنة 2009م، تم تعيينها في مدينة الدار البيضاء الكبرى التي قضت فيها خمس سنوات ، لتلتحق بعدها بمدينتها سنة 2014م لتزاول وظيفتها التربوية والتعليمية بأزغنغان، حاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث – وحدة الاتجاهات الفنية – بميزة مشرف جدا،في موضوع : تصوف المعنى في شعرية اللغة : دراسة في القصيدة العربية المعاصرة في المغرب ) نوقشت الأطروحة صبيحة اليوم العاشر من ماي 2008م(.
نالت دبلوم الدراسات العليا المعمقة برسالتها الموسومة ب” حساسية الإدراك المنسية : لعبة المعنى في الأسطورة والشعر سنة 1999م.
وكانت إجازتها في الأدب في موضوع: “ملامح التصوف في الأدب الرومانسي من خلال جبران خليل جبران وفيكتور هيجو”نالتها بميزة مستحسن سنة1996م ،
استفادت من مجموعة من الدورات التكوينية في مجال التربية والإعلام والمساعدة على التوجيه بالمركز الجهوي –درب غلف- الدارالبيضاء، وبالأزهر/ نيابة البرنوصي.
نشرت مجموعة من النصوص الشعرية والمقالات منذ 1992م
قدمت مجموعة من القراءات الشعرية في لقاءات ومحافل متنوعة.
لها مشاركة مسرحية بكتابة دور وتمثيله في مسرحية رجال وذئاب ، قدمت في نيابة الناظور سنة 2006م
أشرفت على النادي الثقافي ” الريان” بالثانوية التأهيلية زينب النفزاوية / الدار البيضاء
وهي تشرف اليوم على النادي الثقافي والفني في الثانوية التأهيلية محمد الخامس بالناظور.
عضو “المعهد العالمي للتجديد العربي ” ، وهو مؤسسة فكرية وعلمية وثقافية مستقلة مقرها مدريد تأسست سنة 2019م . منخرطة بوحدة الدراسات اللغوية والأدبية وبوحدة الدراسات الترجمية .
شاركت في تقديم مجموعة من الندوات في قضايا متنوعة .
من أبرز إصداراتها النقدية، وهي في الأصل أطروحة جامعية:
تصوف المعنى في شعرية اللغة: دراسة في القصيدة العربية المعاصرة بالمغرب.
الطبعة الأولى 2015م/مطبعة القبس بالعروي
من كيمياء القراءة إلى فيزياء الشعر/ مقامات وارفة – دعوة لمراجعة قراءة النص الشعري – الناشر: منشورات دار الأمان – الطبع: مطبعة الأمنية – الرباط
كما لها ديوان موسوم ب: “درجة الصفر في معارج الغياب “
تقول في مقدمته:
…) هذا الشعر..يغرز ألفه في قلبي، ويمد همزته كما هي )ء(،منعرجة تضرب في كل اتجاه ، والشاعر مسافر في الزمن بلا حقائب ، في زمن الكينونة ، وبداية حكاية المعتم مع المضيء ، يتحَسَّسُ بحاسته اليقظة جميع انحناءات المعنى ويتتبعها في الأبعاد..وكلما كان البعد قصيا عصيا ، كانت الحساسية تشتد عليه فتُصيبه حمى اللطائف ..ثم يدخل لغته..وهل ستمنع عنه – هذه اللغة – برد ما يجده بغيابه وعروجه..أو تحميه من شدة حرِّ ما تهَبُه له أشياء ألفاظه..؟..و هي التي تقول في غير هذا الموضع:
..كتبت عن كل يوم في نهاية كل يوم ..ثم أتلفت كتابتي ذات مساء، ورغبت في كتابة أخرى لا تعيد التفاصيل المملة للحياة ،ولا تنصت للعابرين بلا ظلال ..تلك الكتابة العميقة عن الحياة والإنسان والأشياء..عن الزمن الذي يسيل كما الماء ، كيف يجرُّني بغُنج من حياة مفتونة بالمساءات والريح ، إلى حياة تغويها الصباحات وتذهلها لحظات الهدوء والشعر..كل شيء نغم حين نترك الزحامات ، ونغوص في التدبر في كل شيء..كنت ُ أتخيل الكتابة عيشا والعيش كتابة فصرت أرى الكتابة حرية من شروط العيش ..وغيابا في ذهول الدهشة الأولى…
القصيدة:

” في وادي الشعر – لحظة لملح الوقت-

تلمَّظت قِرَى الصباحاتِ
وغفا خطْوُ الخطْرَةِ
في وادي
..والورد في سفرْ..
لا يحمل بطاقة هوية
لايضايق الأعشاب البرية..ولا تضايقه
كما يخالها البشرْ
يحط في إحدى محطاتي ..خطوهُ..
ويمنحُ
للحروف عبيرهُ
فتمضي في ذاته الحروف مسافرهْ
وأنا هنا لا أقول..بل أرقبُ..
ورقائق المعنى في أمتعتي..
تتسللُ ..أتعلم من الورد طريقتهْ
ومن الحروف كيف أكون سائرهْ
..تسألني لحظته عن الوقتِ..
هل منطق الطير سيدتي ..
من لغة الشعر..؟
هل عقَّت النايات..
ما جرت الريح بها..
وقد طوقت أزرق البحر؟
……………….
يسقط من بعض الشعراء حرف
يتدحرج جهة..
لا شرقية
لا غربية
يتلقف هوس الأمسيات ورائي
..وأنا وحدي من الشعراء
في وادي….
نسيم يعرج معراج جيادي
هب في حرف مده المدى
ليفتح القلب على ضباحها..
فأترك للناي شرفات صدري
……………………………………
صبوة….طريق..
وظمأ على ظمأ على ظمأ
والماء للحرف رفيق
يكبر لي ورق أخضر
يصفر مني شيء في مهده
والواد وادي..
رياض اللطائف تحبو في الشجر
ينشب في العلامات حريق
كل المجازات شجر
الساق منها يسبق الضوء
والكلمة تمد بذخها معتقا
..أصابعها الطويلة ..ترسمني وهجا
تمرغ فتيتها الرقود
في كهف تزاور عنه أروقة النشيد
لتمنح للقمر كبدي الرطبة
إذا ما اغترف الضوء منها
فضته
شرب المعنى مني قطره
وترك للكأس ما خرج عن وقته..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.