الأستاذة سعاد بازي في حوار مع الشاعرة والزجالة فايزة حمادي
في البدء كانت الكلمة حواراً أو جدلاً، تبقى كذلك إلى ما نشاء لها أن تبقى، سيقابله في المعنى والسياق ربما ثنائي (الشعر والنقد) الأمر مثار اهتمامِ الملتقي، حيثما كان وبتوالي حقب تطورها القصيدة .
وإزاء ما سبق سنجد أنّ هذه الثنائية أُشبعت بالكثير من الأقوال لتغدو بالتالي مدخلاً لحوار شيق استساغه شخصي المحاور مع الشاعرة والزجالة الفاعلة الجمعوية فايزة حمادي .
ففي ثنايا الحوارِ مع شاعرتنا ، سيجدُ القارئ ولا شكّ مبتغاه ليس عن هذه الثنائية البديعة فقط، الملتصقة بشخصها ضمن أوجهٍ كثيرة التصقت بها في سياقات عدّة.
نلتقي عبر هذا الحوار بشاعرة جميلة في إحساسها الشعري ملهمة ومحبة ومتذوقة للشعر …
من هي شاعرتنا.؟
– فايزة حمادي من مواليد مدينة الرباط (المدينة العتيقة)، مسيرة شركة قطاع السيارات ، فاعلة جمعوية ورئيسة جمعية أوركيدا الإبداع ، شاعرة، أكتب في الزجل صدر لي ثلاثة دواوين زجلية ” مرمة الكلام .. ” و ” شلا .. ” و ” صمت مرتفع .. ” .
بداياتي كانت بسيطة وعفوية، عبارة عن خواطر تحتاج الصقل، فلم أكن أعلم أن ماأكتبه شعر أو زجل حتي إنني لم أكن أعلم ما هو الزجل أصلا (أقصد بشكله الحديث ) , غير أني كنت مهتمة بقصائد الملحون و القصائد الغنائية ، وكنت أحفظها و أرددها كباقي بنات جيلي آنذاك
– هل لا زال للشعر دور ريادي في المجتمع ؟
أظن أن الشعر لازال له دور ريادي، رغم أنه لم يعد يحتل نفس المساحة التي كان يحتلها سابقا، وأظن أن ذلك بفعل منافسة أجناس أدبية أخرى كالقصة و الرواية و القصة القصيرة جدا … ومع ذلك ظل للشعر قراؤه و محبوه الذين يقدرونه و يستمتعون به .
– من كان له النصيب الأوفر في التأثير على مشوارك و تجربتك ؟
أمي، أقولها و بكل افتخار ” أمي ” رحمة الله عليها. كانت مثالا للمرأة المغربية المكافحة؛ اشتغلتْ في جميع الحرف اليدوية من حياكة وطرز .،وصناعة الزربية , وغزل الصوف … علمتنا الاعتماد على النفس و العيش بكرامة .. من خلالها فتحت عيني على تلك الأدوات الحرفية التي مثلت الصور الشعرية في ديواني الأول ” مرمة الكلام … “.
– هل تظنين أن هناك وقتا معينا أو مكانا محددا للكتابة و الإبداع ؟
ليس للإبداع مكان أو زمان يقيده , فالإبداع أساسه الإلهام، و هذا الأخير يمكنه أن يحضر في أي وقت و في أي مكان ..
– حدثينا عن أوركيدا الإبداع .
أوركيدا الإبداع هي جمعية ثقافية، من أهم أهدافها الحفاظ على الثروة اللامادية و كل ما هو إبداع إنساني حر , ونحن كأعضاء مبدعين نشتغل فيها بتفان من أجل الرقي و التميز , و النهوض بالحقل الثقافي المغربي. و من بين أنشطتنا السنوية الملتقى الدولي ” في حضرة الخليل ” الذي يخصص للشعر المعرب ، و” مهرجان شالة الدولي للزجل ” ،
و ملتقى أوركيدا للسماع و المديح، ثم الملتقى الدولي للشعر بجميع اللغات و الذي احتفينا بدورته الخامسة أواخر شهر يناير بشراكة مع المكتبة الوطنية، و بتنسيق مع السفارات و المراكز الثقافية بالمغرب. و لهذا الملتقى الدولي أهداف سامية أهمها ربط جسر التواصل بين المبدعين من مختلف الدول و الانفتاح على ثقافات مختلفة من خلال الشعر ،و الموسيقى. و قد عرفت هذه الدورة نجاحا كبيرا سواء على مستوى المشاركات، أو مستوى الحضور، أو مستوى التغطية الإعلامية …
والدول التي شاركت بالملتقى نذكر ألمانيا ، وروسيا ، ورومانيا، وكوريا، وإسبانيا وبلجيكا، والسينغال , الكوت ديفوا, و الكونغو برازافيل، كما شارك المغرب البلد المضيف بالقصيدة المعربة و الأمازيغية و الزجلية … و قد عرف الملتقى فقرات موسيقية من مختلف الدول. و من أهم ما ميز هذا الملتقى قراءات شعرية بلغات مختلفة كل حسب بلده. و كانت مفاجأة الدورة هي مشاركة مؤسسة لالة أسماء للصم و البكم بقراءة شعرية بلغة الإشارة، فلقد تعددت اللغات و كان الشعر واحدا.
و ختاما يمكننا القول إن الملتقى الدولي للشعر بجميع اللغات يمشي بخطى ثابتة نحوالعالمية، و هذا بفضل تضافر جهود أعضاء جمعية أوركيدا الإبداع. و من هذا المنبر أوجه الشكر لكل الأعضاء و لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح الدورة الخامسة للملتقى الدولي للشعر بجميع اللغات ،وأخص بالذكر المكتبة الوطنية والسفارات و المراكز الثقافية ،والإعلام التلفزيوني ، والإذاعي ،والورقي و الإلكتروني ،و مؤسسة لالة أسماء للصم و البكم، و كل المشاركين المغاربة من شعراء و فنانين، ثم الحضور الوازن الذي شرفنا من ديبلوماسيين ،و مثقفين و مبدعين ..
و أخيرا نحن في جمعية أوركيدا الإبداع نتمنى أن نكون دائما في مستوى التطلعات و عند حسن الظن بإذن الله .
الشكر و التقدير لجريدة لوبوان24 في شخص الأخت الكريمة و المبدعة الشاعرة سعاد بازي لإعطائنا هذه الفرصة الجميلة ،و نتمنى لكم ولطاقم التحرير التوفيق و الاستمرارية .