ايزيس) تخاطبكم: ولنا لقاءات….

مجدالدين سعودي. المغرب/
 
استهلال:
 
في حديثها بهاء..
ايزيس أكبر من (رع)، الذي تكمن روعته في الشمس…
ايزيس أعدل من (أوزيريس)، العادل والمانح للشعب المصري أعظم هبة وهي النيل…
ايزيس أكثر قدرة على حماية الأهرامات… من (حورس)
ايزيس تخاطب (أنوبيس) قائلة: يا أنوبيس، سنلقاك في الدنيا الأخرى بقلوب خاشعة…
و ايزيس دوما ، تجمع في قلبها الكبير دفء البهاء الحق والحب الخالص والرقي…
قد تهرب المساءات من ايزيس لكنها لن تهرب من قدرها وموعدها مع البهاء.
لهذا فايزيس تحاور المساءات بطعم البهاء..
 
 
1 (ايزيس): هنا المساء:
 
في غياب المساء…
تصبح السماء نبراسا للروائي واسيني الأعرج، فيقول بلسان بطلته: (دعني أقول لك.. وأنت غائب عني هذا المساء في مكان لا أعرفه، اشتقت لك حد السماء)
ها هو محمود درويش يقتله الغياب، فينشد: (لم تأتِ، قلت: ولن.. إذا سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها!)
المساء وايزيس وجهان لعملة واحدة هي ما قالته في وجه أهرامات مصر: (وصلني المعنى والمبنى)
ايزيس الحكيمة تستمع دوما للشاعر سعيد عقل وهو يقول: (هذا المساء سألقاكِ، وغداً سألقاكِ، وبعد ألف عام سألقاكِ، لأنكِ نجمةُ على صدر الكون)
ايزيس الهة الارتقاء…
ايزيس قمر الاشتهاء…
ايزيس مفعمة بالأمل والأحلام البهية، تقول بلسان ويليام شيكسبير: (على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً)
ولهذا هتف دوستويفسكي: (أنا في المساء أكثر مودّة، وأصدق صدقا)
 
2 هناك الميعاد:
 
عاشت الالهة ايزيس في مدينة أسطورية، تطل على البحر وتعانق المهرجانات….
تكتب للمستقبل بطعم كوسموس جديد لا حقد فيه…
كانت ايزيس تبتسم وهي تحارب الظلم والعبث والتفاهة بسيف الابداع…
هي تومن بما قاله محمود درويش: (كل أرض ولها ميلادها، كل فجر وله موعد ثائر)
هي واعية بما أنشده أبو العلاء المعري:
(أوعِد وعِد، سوف يأتي، بعدنا، زمنٌ ……………….. كأنّنا فيه لم نُوعِدْ ولم نَعِدِ)
وعن الكتاب تحت الطلب تردد مع أمل دنقل:
(قصدتهم في موعد العشاء
تطالعوا لي برهة،
ولم يرد واحد منهم تحية المساء!
وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة
في طبق الحساء
****
نظرت في الوعـاء:
هتفت:
(ويحكم.. دمي هذا دمي.. فانتبهوا)
لم يأبهوا!
وظلّت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة
وظلت الشفاه تلعق الدماء!)
 
 
3 (هنا وهناك) لقاءات…
 
سافرت ايزيس في بحار الابداع قصة وشعرا ومقالة ونقدا…
دخلت الأندلس ذات يوم منبهرة وبكت عندا شاهدت (سقوط الحمراء وفلسطين والانسانية) ….
تكره الطوفان…
تكره الوديان المتجبرة والقاتلة: (واد النار. واد الجحيم…الواد الملعون…)
ايزيس والغياب بهاء في بهاء… هي كما قال واسيني الأعرج: (كلما طال الغياب.. كان اللقاء أروع وأجمل)
ألم يقل لنا سابقا جبران خليل جبران: (الذكرى صورة من صور اللقاء)
ذات امتاع هتف نجيب محفوظ: (ليس أمامنا سوى الصبر الجميل حتى ينطوى دهر الفراق ويتصل حبل اللقاء.)
 
 
خاتمة:
ذات بهاء وايزيس تناجي القمر، وتنشد بصوت الآلهة:
(هرب مني المساء
ولم أهرب من موعدي،
 لأنني أحاور دوما مسائي..)
 
(ولنا لقاءات) بجلال وقوة وسحر الأهرامات.
وكل ايزيس وأنتم بألف بهاء وصفاء ونقاء…
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.