مجدالدين سعودي رئيس التحرير/
استهلال
قال الراوي: (بينما كنا نتجول في حديقة الحروف البهية، صادفنا البهية سارة وهي ترنو الى السماء تنتظر قمرها).
كانت تشبهنا..
تشبه أحلامنا وأمانينا..
تشبه بهاء الحروف…
هي حلم جميل…
هي اختيارات موسيقية عالمية وتطلع نحو الأعالي…
هي أمل مشرق..
هي كما قال أرسطو: (الأمل حلم من أحلام اليقظة).
قال الراوي: تجنبوا التعاسة.
هتفت سارة: كيف؟
أجابها الراوي بلسان باولو كويلو: (التعاسة سببها اننا لا نملك الشجاعة لتتبع العلامات والاحلام والاشارات…).
1 حديث القمر
سارة تناجي القمر وتسهر الليالي في حديقة الحروف البهية باحثة عن حب حقيقي.
ذات بوح، هتف جلال الدين الرومي: (منْ يريدُ القمر لا يتجنَّب اللّيل، من يرغبُ في الوَرد لا يخْشى أشْواكه، ومَن يسعى إِلى الحبّ لا يهرب من ذاتِه).
تساءل الراوي وقال: ما هذا القمر الذي يسكن سارتنا؟
قيل: هو قصيدة ألقاها الشاعر ذات سمر…
وقيل: عشق الوطن رغم المحن…
هتف الشاعر:
لا تسرقوا القمر…
فلنتقاسم بهاء القمر.
ببعد نظر…
ها هو مصطفى لطفي المنفلوطي، يناجي قمر سارة البهي: (أيها القمر المنير: إنك أنرت الأرض وهادها ونجادها، وسهلها ووعرها، وعامرها وغامرها؛ فهل لك أن تشرق في نفسي فتنير ظلمتها، وتبدد ما أظلمها، من سحب الهموم والأحزان؟)!
2 هوية
ها هو القمر يبحث عن هويته.
وها هي سارة في عملية بحث مضني عن قمرها.
قال الراوي: لكل منا قمره ولساره قمرها.
قالت سارة: القمر بعيد المنال…
القمر حقيقة وخيال…
والطريق نحوه ممتلئة بالأشواك والعراقيل والصعاب…
فأين أجد القمر؟ …
قال الراوي مشيرا الى الاتجاه الصحيح بلسان ليس براون: (انطلق باتجاه القمر، وحتى ان فشلت فإنك ستستقر بين النجوم).
سارة حلم جميل…
خيال واسع…
ميلاد جديد…
فجر وهاج…
مشاعر جياشة…
في تطلعاتها قمر وبعد نظر…
هتف بوذا: (ثلاث أشياء لا يمكن إخفاءها لفترة طويلة: الشمس، والقمر والحقيقة).
ما زالت سارة تنتظر القمر…
هتف كريس كليف: (مهما طالت مدة اختفاء القمر، يجب أن يضيء مرة أخرى في يوم من الأيام).
3 بعد ومجد
غابت أشعة الشمس..
وقمر سارة ما زال بعيدا…
قال كارل ساندبرغ : (القمر صديق للوحيد، معه يتبادل الحديث).
تدخل في حديث حديقة الحروف البهية الفيلسوف ناثانيال هوثورن، وقال: (ضوء القمر هو نحت).
4 اشراق
سارة حديقة اشراق…
هي كما قال محمود درويش: (وأقول لنفسي، سوف يشرق قمر من ظلمتي).
في انتظارها اشراق…
في أحلامها اشراق…
تردد سارة بلسان جون لينون: (نعم، كلنا نشرق، مثل القمر والنجوم والشمس).
خاتمة
قال الراوي: وأطل الصباح وسارة لم تيأس من انتظار الفرح، ولم تسكت عن الكلام المباح.
هتف إبراهيم نصر الله: (أسوء شيء أن يباغتك الفرح رغم أنك تنتظره من زمن طويل).
وكل انتظار بهي وأنتم بألف بهاء وصفاء ونقاء.
مجدالدين سعودي رئيس التحرير
