أنا هنا
أصنع حلما من ورق
أراقصه على نغمات تعبق
بنسمات أقحوان
وأرقص
على وهج الهمس
حين يزفني الشفق
حبلى بخطواتي الوحيدة
اليتيمة
أراني صوتا ينقش
على خد الصمت
وحشة الحنين
يشرق كالشمس ويمضي
كلما عانق الجسد الضمآن
أسِرة تنبض بلا قلب
يهيم الخيال خلف سرب حمام
يتحسس كف شرنقة ألفت مكانها
وأنا هنا
أصنع حلما من ورق
في ذات المكان
لا ورود لا أزهار
فقط ظلال تمتد الى مالا نهاية
حبيبتي
هذه الحياة شائكة فجاجها
في عالمي، فقط تساقط أوراق
وفي عالم آخر قبل وعناق
تدور الأيام ويغيب الرفاق
والأشهر ماضية
تُجرِّفُ الأعماق
وأنا هنا
أصنع عالما من خيال
كلما بكيت في حضن الغياب
على حدود ذاكرتي
لا أعرف هل هو شتائي أم صيفك
أم زخات همس أمطرت
أم تراتيل عشِقها الحمام
كلما بكيت اخضرت البساتين
فجف في الأعماق ظلك
كلما بكيتُ ضحكتُ
حين رأيتني امسك بكف الهيام
انكشف عني الخوف الدفين
وعن صدري انمحى أثر وشم السنين
كلما بكيت في حضنك يابلدي
انبعث في قلبي الربيع
اخضرت الروابي وزال الصقيع
وانا هنا
أصنع حلما من ورق
اراني تحملني الشمس في حضنها كالرضيع
عن يميني قمر اخضر
وعن يساري نور يبهر
وكأن بكائي رقص وإنشاد
يورق كتسبيح الدجى في عباءات الأعياد
هكذا تنمو تحت جناحي سنابل الضوء وتكبر.
والقلب ينبعث من بين شفاه الحلم ويزهر
وأنا أرقص على أنغام حلم من ورق.
نعيمة حسكة
طنجة المغرب
12/01/2023