الشاعر خالد الجلاصي يكتب قصيدة : على طرف المرآة

 

كدنا نودع بعضنا
على مشارف الحياة
و تعاهدنا پصراحة الموتى
على عتبات البيت القديم
و على مرسم الأمنيات

كان كلّ مرّة يؤكد
على ضرورة العيش
بين خدّي أقحوانة
و مرتبة المفكّر الحليم
و يسخر على لون ما فات

نكمل الطريق كعهدي به
حالما بالألوان الأكثر إثارة
على شفاه الأقمار
و هو كعهده بالواقعيّ الفهيم
على طريق الأغنيات

نتعاند كطفلين في ساعة البيانو
على أي المكانين مفرح
فيقرّر مصارحة حبيبتي
بما ظنه الأبسط و الأريح
“لا حب زمن الفقر إلّا للغانيات”

أذكره في بدلته البحريّة
يلقي نظرة المودّع
لكن رنة هاتفي المحمول
تنسيه مواصلة لعبة المجهول
ليقتنع أخيرا أنّ كلانا خالد
على طرف المرآة

و عندها أخفي ما تبقى من ذكريات
بين طيات المهاجر
لأحاول الرحيل أنا أيضأ
مع همهمات قطار اللاعودة
فأسمع من أعماقي قهقهة المنتصر
و المنتشي بما نال على حلبة الراقصات
فأبتسم أنا أيضا سائلا
إن كان مثلي مرتحلا أم هو آت

فيصبح المصير رهينة الموج
و الوطن رهينة التّجار
و اللّون رهينة الطفل
و القلب رهينة قاتلي ذات مساء
حين لم يعد هناك معنى للإجابات
فيبتسم هو أيضا سائلا
إن كنت مثله مرتحلا أم أنِّيَ آت

و عند أوّل طلّات الفجر
يضيع كلّ منّا في ما ملكت يمينه
من حيل الصَّيد …
في محافل الأديان و معابد الإنسان
حيث يُنْسَى الإلاه و تقدّس الدّهماء
عوضا عن صاحب المعجزات

و عند المساء نلاعب الزمان
فيقف هو على ناصية الحلم
على رصيف المارة فيه خاروا الغياب
وأكمل ما قمت به على نفس الناصية
فتكون تلك المرة الأخيرة من لقاءات الشباب
هكذا ظن و هذا ما ظننت بعد غفلات السبات

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.