أشرب أنفاس اليمام قصيدة للشاعرة : وفاء أم حمزة

 

هذه المفردات…
أكبر من فمي،
أكبر من حزني الرمادي ،
من تفاصيل جرح قديم
ومن سماء تغريني بالرحيل.
رؤاي لا تكفي،
لاعيد القمر إلى أمي،
وأزرع القناديل على خدها
كي تكتمل أغنيتي.
أغنيتي من ياسمين،
ولم تلدني أمي إلا عطرا
يتحدث عن تاريخ الزنبق،
صرت جاهزة لاحتفل
باسطورة الورد،
ولأكون نهرا للملح
يروض المجاز
في ثوب ملاك.
من يحدثني عن ذاكرة
النجمة ؟
ومن يقرضني ضفائرها
لأسابق الريح ،
أنا وظلي لم نلتق يوما،
في آخر موعد انتظرته طويلا،
صرت أعد أصابع الظهيرة،
وارتق الهواء عنوة.
يداي المثقلتان
تحرصان قديسة الورد،
تحملان سنابل انتظاري،
وفراشتي التي أدمنت
آثر الضوء على غمازتيها،
صرت أقفز على رأسي،
أذهب بعيدا في دمي،
وأكدس أوهام الرمل
بين الكلمات العابرة.
ليس في المفردات سواك
وطيفك الزاهد في الأغنيات،
عشبة الروح أنا،
سأغني مثلما كنت اغني،
أخمش سرة الصمت،
أزور الكلام،
أرفع وجهي للغيمات،
وأنا المكتظة بأنفاس اليمام،
اشربها
كلما نهضت خيول اللغة
في وصايا الحجلات.

وفاء أم حمزة ج
ح.خ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.