الشاعر بوعلام دخيسي: محنة الأديب ومعاناته من أجل غد مشرق وأفضل

 

بقلم : مجدالدين سعودي. المغرب

استهلال: 

بوعلام دخيسي شاعر مغربي يشق طريق الشعر متحديا الصعاب.
تطارده لعنة المنع ولكنه يواصل مشوار الكتابة عن اقتناع .

1 في السيرة الذاتية

( الشاعر بوعلام دخيسي
صدر له:
ـ “هَديل السَّحَر” مطبوعات الجسور ش.م.م وجدة 2012.
ـ “الحرف الثامن” مطبوعات الجسور ش.م.م وجدة 2014.
ـ “كي أشبه ظلي” مطبوعات الجسور ش.م.م وجدة 2016.
ـ “عطفا على خصرالكمان” مطبوعات الجسور ش.م.م وجدة 2018.
شارك في دواوين مشتركة:
ـ “سماء أخرى تظلنا” مطبعة الجسور ش.م.م وجدة، منشورات المقهى الأدبي 2013.
ـ “موكب البهاء” (Digital garden)، وجدة، .منشورات الموكب الأدبي 2014.
ـ “أنداء تنيسان” مطبعة الجسور ش.م.م وجدة 2016.
ـ “عبد السلام بوحجر في عيون الشعراء” مطبعة الجسور ش.م.م وجدة 2019. وقام بإعداده مع آخرين.
ورد اسمه في مجموعة من الموسوعات، منها: “الموسوعة الكبرى للشعراء العرب” من إعداد الشاعرة فاطمة بوهراكة بفاس.
و”موسوعة الألف التاريخية”.
شارك في عدة ملتقيات محلية ووطنية ونشرت له مجموعة من الجرائد والمجلات الوطنية والعربية.
أنجِز حول أعماله بحثان جامعيان لنيل شهادة الإجازة في شعبة الأدب العربي من جامعة محمد الأول بوجدة:
ـ “دراسة موضوعية وفنية في ديوان ـ هديل السحر ـ” عبد السلام بوبو، موسم 2012 ـ 2013.
ـ “تحليل الخطاب الشعري في ديوان الحرف الثامن” للطالب زكرياء الطيبي، موسم 2014 ـ 2015. )1

2 ثقة
بكل ثقة يكتب بوعلام دخيسي:
(أثق في المُعارض الذي تسره أفراح الوطن كما تغضبه انتكاساته، ولا أثق في الذي لا يعجبه العجب ولا الصوم في رجب، معظم هؤلاء، حتى وإن كانوا لا يكرهون الوطن، فهم لا يحسنون حبه. كما لا أحب أصحاب “العام زين” “دائما”، لأنهم لا يحبون الوطن حقا، وإنما يجاملونه).

3 بوعلام الدخيسي والشعر:

الشعر بالنسبة لبوعلام دخيسي :(الشعر منارة للحب والجمال.. وكل شعر لا يبعث في النفوس إشراقتها ليس شعرا )2
في حزنه قوة وابداع ولهذا يقول:
(قيل قديما لأعرابي: ما بال مراثيكم أصدق ما تقولون؟ قال: لأننا نقول وأكبادنا تتقطع.( الشعر مشاعر نصرفها حروفا، لهذا يصرف الشاعر عادة الحزن، في الوقت الذي لا يفعل أثناء الفرح، لأن مشاعر الفرح عادة ما يشاركنا فيها الآخر فنشغل بحفاوتها عن قول الشعر.)
الفرح شعور يجمع عادة الفرح والتعبير عنه في آن واحد بأشكال مختلفة، بينما الحزن تمنع عن التعبير عنه أشياء كثيرة فيبحث الإنسان عادة عما يعبر به، ومن هذا المنطلق ظهرت منذ القدم ظاهرة النائحة التي تعبر بأشكال فنية ـ في الحقيقة ـ عن حجم الأسى والحزن..
لا أنكر أنني فعلا أكتب أكثر، وأنا أتقطر حزنا وألما، ولا أخفي عليك إن قلت لك إنني عكس كثير من الشعراء الذين يرون أن الكتابة أثناء الجرح تكون مصحوبة بزيادة في النحيب، فأنا أكتب بشكل أصدق حسب اعتقادي لحظة الشعور نفسه حين تتمازج الدمعة بالكلمة… حاولت أن أكتب بعيدا عن اللحظة لكني أجد الحرف يتعبني كلما نسيَ.. ).2

ويواصل بحزن وهموم الوطن تسكنه: ( الحزن عملة فيها النفيس والبخس، النفيس من الحزن هو الذي حينما يُحزنك ما يستحق، والعكس بالعكس، ولعل ما قلته جميعه قد يكون من الصنف الأول من الحزن، وكما قلت منذ قليل، الشعر كالعطر إذا أعجب صاحبه، لا داعي لمعرفة تفاصيل ذلك.. هذا وإن هموم الوطن والنفس كثيرة وهي خليقة بأن يكون عليها حزننا وأن يكون نفيسا حتى نرتقي إلى ملامح مستبشرة فرحة، لأن الفرح إكسير الحياة وزهرته).2

4 بوعلام دخيسي والكتابة:
الكتابة بالنسبة اليه حياة وإنسانية صادقة ولهذا يقول:
(لماذا أكتب؟ أكتب لأرسم نفسي فيراني الآخر كما أنا، أكتب امتثالا لأمْرِ سقراط “تكلم حتى أراك” وأحيانا أتكلم لأرى غيري أيضا.. لأرى وأسمع صدى قولي عنده.. فأزداد حبا للإنسان وحبا لنفسي أيضا.. حبا إيجابيا لنعيش.
الإنسان يحب نفسه لكي يصر على الحياة، والكاتب يحب نفسه ليصر على حياة الكلمة وحياة الجمال وحياة المجتمع)..3

5 بوعلام دخيسي والقصيدة:


لا يمكن تخيل عالم بوعلام دخيسي بدون قصيدة، فهما وجهان لعملة واحدة هي صدق الشاعر ومعاناته.
في قصيدته (لا تحاول) ينشد قائلا:
(صَوتي سأمنحُهُ القصيدةَ لا تحاولْ
هي وحْدها من تستطيع تُحققُّ الأحلامَ دُونَ مَعَرَّةٍ
هي وحدها من لا تغيِّر شكلَها في كل يومٍ
لا تخون رفاقها
هي لا تُقَسِّمُ نفسَها قِسمينِ تَخْدَعُ شِقَّها
لا تختفي دهراً لتحتفِي شهراً
إنْ شئتَ تَدخلُ حِزبَها
كانت برُمَّتِها المداخلْ
هي لا تقيم تَكَتُّـلا إلا مع العشاق
تكرهُ كلَّ غَاوٍ يتبَعُ الأَنْصافَ
تكره أن تُباع وتُشتَرى
صوتي لها
أنت المناضل ساعةً
أعلِمْتَ أنَّ حبيبتي أَبَدَ الزمان إذا تناضلْ
هي من إذا أبكي تُكَفْكِفُ دمعتي بحروفها
وإذا ظَمِئتُ فبحرُها يَروي الحَناجرَ فالسنابلْ
هي من تُعَبِّدُ لي الطريقَ من السُّطور
إلى الصُّدور إلى المنازلْ
هي من تؤسس لي المدارس والمعاهد والمعاملْ…
إن شئتَ فَادْخُلْ غُرفتي لَمّا أحاورُ بَحْرَها أو بَرَّها..
تأتي طواعيةً تَطولُ ولا تُجادلْ
هي وحدها من تستحِقُّ عِناقَ قلبي حينَ تَمشي بيننا
أرمي لها كلَّ الورود أزفـُّها دُونَ الوُعودِ أميرةً
يكفي القصيدةَ أنها لا تستبيحُ بِطاقَتي
أبـــــداً ولمْ تَجْرُؤْ تُلَوِّثُ كي أناصِرَها الأناملْ
هي لا تجاملُ ثُم إنْ بَلَغَتْ تماطلْ
هي لمْ تَصِلْ إلا لِتبدأَ مِن جديدٍ رحلةَ السطر المُوالي
همُّها أن تستجيبَ لمنْ يُحبُّ بلا مقابلْ
هي لا شعارَ لها وحاشى أن تُعرَّفَ بالرموزِ
قصيدتي كانتْ وما زالتْ مُرَشَّحِيَ الوحيدَ
فلا منافسَ
أَكتفي إن جئتُ أذكرها أسَمِّيها ببعضِ كلامِها
مثلا أقول لهذه:
لا.. لا تحـــــــــــــــــــــاولْ)

خاتمة:
بهذه الالتفاتة البسيطة نعبر عن تضامننا مع الشاعر بوعلام دخيسي.
وكل بوعلام دخيسي وأنتم بألف بهاء وصفاء ونقاء.

مجدالدين سعودي. المغرب:

احالات:
1 أنطولوجيا شعراء وجدة/ الشّاعر بوعلام دخيسي
2 بوعلام دخيسي: (الشعر منارة للحب والجمال.. وكل شعر لا يبعث في النفوس إشراقتها ليس شعرا )
حاوره يوسف عاصم. موقع رأي اليوم
3 الناظور…سلسلة الحوارات مع المبدعين: ضيف حلقة الاسبوع الشاعر بوعلام الدخيسي
موقع أريفينو. أسماء وأسئلة: إعداد وتقديم رضوان بن شيكار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.