الشاعرة التونسية نجوى النوي تكتب قصيدة: دعوة لسكب كأس العمر

اشرب …الكأس كأسي …
مزيجا من عرق ما …
بلّل شفتيك لذّة سريعا اختفائها….
اشرب هذا الكأس لي…
يدعوك للاحتفاء..
تجرّع ما طاب لك
قبل أن يجفّ الندى
من ضلوعي …
الكأس كأسي مليئ بمتاعبي …بشجوني…
سجن احتضنني طويلا
رحا …أطبقت على أمل
الخروج من ظلّي
خلف الباب…
وقبل سرد مايحتويه يأسي
عصرت أماني بحسرة كبرى
بأمل وجود فرحة أخرى …
خلف الباب …
ليال طويلة
عايشت الانتظار زامنت الاحتضار…
وطاقت كثيرا لليل الانتصار
ومرّت ليال من الاشتهاء…
وأعلم أنّه من الضعف جدا
كبت أحلامي …
خلف الباب أيضا …
خلعت للشمس ردائها…
وجدت أيّامي الباردة …
نهار طويل …نهار ثقيل…
وغرفة دافئة..
فيما ينام قلبي
في ركن مظلم شديد البرودة،
والشمس ستارة ترشّ
القلق ثوبا جميلا….
خلف الباب
ترقد بين الضلوع هموم كثار
تغرق النفس..طفل يبيح الدموع…
ويغريها أكثر على الانهمار
أرض تعانق شتى الدمار …
ترضى …وترضى بالانكسار…
وروحي تحلق بأسا وتزرعني أمامي فيكبر كل الأوقات يأسي …
فماذا تبقى في الكأس ؟
اشرب الكأس لي….
علّ في قاعه احدى قطرات الحياة….
اشرب الكأس لي …
ربّما يحمل الزمن بعض الوريقات النديّة
ويزرع الود على أظافر الحرية
حرّك الأمل ليستفيق…
علّ على شفتيك بعض
من رجّات المرور…
تعبت السّكر في الأحزان …
أنام كثيرا …
وأغفو في حالة الصّحيان….
اشرب الكأس لي
أخفّف عبر احتسائك
أثار أحزاني…
ثم أحصي كم من الكؤوس تذوّقت مداها …
كم من الكؤوس
عانقت شذاها….
كم من أحلام العذارى
أطنبت بكائها…كم …
وكم من الأوهام تصبّبت
ليلة الحمّى …
وغرقت أكثر في سرّ شفاءها…
اشرب الكأس كأسي…
يتدفّق رؤى تمضي بصماتا
لا تشبهني …
كأس وهم …كأس ألم…
كأس ككلّ الكؤوس …
كأس عمر …عمر مرّ…
كرّ وفرّ ولا أدري أين المفرّ..
في حالة الاضطراب هذه
لا تقترب…
لا تشتهي من أشيائي جلّها…
أنصحك وانا في حالة حب…
أن لا تشرب
حتى وان كان الكأس كأسي ..
اقترب…
مال الكأس وانسكب….
الا فاقترب…اقترب …
اقترب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.