سلسلة: “شاعر وقصيدة”تستضيف الشاعر عبد الرحمن بوطيب الجزء الثاني إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي

سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي.
الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة 14 مع الشاعر: عبد الرحمن بوطيب

السيرة الذاتية:

الشاعر: عبد الرحمن بوطيب.
المولد: سنة 1951، بمدينة الدار البيضاء / المملكة المغربية.
ميدان العمل: أستاذ اللغة العربية وآدابها، متقاعد.
المؤهلات العلمية:
ـــ دبلوم الإجازة في الأدب العربي، نظام قديم.
ـــ دبلوم التخرج في المدرسة العليا للأساتذة لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، لغة عربية.
ـــ دبلوم التخرج في المركز التربوي الجهوي لأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي، لغة عربية.
ـــ دبلوم التخرج في مركز تكوين المعلمات والمعلمين لأساتذة التعليم الابتدائي، لغة عربية.
ـــ تكلف بمهام تربوية أكاديمية عديدة منها عضوية لجنة تأهيل الأساتذة، ولجنة إعداد الامتحانات الإشهادية، وعضوية المركز التعليمي السمعي البصري… فضلاً عن مهام في إطار العمل الجمعوي الثقافي الشبيبي، والسينمائي

الصفة الأدبية:
ـــ أديب متعدد التخصصات: شاعر، قاص، روائب، كاتب سير، ناقد.
معد ومدير فعاليات ثقافية حضورية. وبرامج ثقافية وافتراضية. —
مدير عام، مؤسس مجلة الرؤى العربية للإبداع والنقد الفيسبوكية. —
رئيس، مؤسس وناطق رسمي باسم “مجموعة تأصيل قصيدة النثر – الحداثية”.
ـــ إبداعه يتميز بتكسر الحدود بين الأجناس الأدبية، من باب كتابته بنوع خاص نتجاور فيه أجناس مختلفة في النص الواحد كالمتسلسلة: “قارئة الفنجان”، والمتسلسلة: “غرب المتوسط”، فضلاً عن السيرة الروائية حول أمه، وكتابات أخرى من هذا النوع.
ـــ ناقد، مهتم بقصيدة النثر الحداثية، يعمل على برنامج تنظيري تطبيقي في إطار “مجموعة تأصيل قصيدة النثر الحداثية”.

الأعمال / قيد الطباعة:
ـــ ديوان قصائد نثر حداثية بعنوان “وتين الحنين”.
ـــ ديوان تناغم حروف قصيدة نثر حداثية مشترك مع الشاعرة السورية الأستاذة “روضة الدخيل” بعنوان “عطفات روضة الشعرية”.
ـــ مجموعة قصصية بعنوان “أنا الكاتب… وتلك حكاية أخرى”.
ـــ سيرة مهنية بعنوان “معلم”.
ـــ سيرة ذاتية سردية شعرية بعنوان “غرب المتوسط”.
سيرة ذاتية سردية شعرية بعنوان “قارئة الفنجان”. —
ـــ سيرة روائية بعنوان “أمي… قرن من عذابات وصمود”.
ـــ كتاب نقدي حول “قصيدة النثر الحداثية” بعنوان” بنيات قصيدة النثر الحداثية”.

أنواع أدبية تغريه بالكتابة فيها أكثر من غيرها:
ـــ من أدباء الطبع، لا الصنعة، يكتب نصوصه مرتجلةً على السليقة، ولا يعيد فيها النظر بتعديل لاحق في الغالب.
ـــ يميل كثيراً إلى الشعر أولاً، والنقد، ثم السرديات ثانياً، وبعدها كتابات لا تنضبط لمعايير أجناس وحدودها المعينة.
ـــ من مناصري “قصيدة النثر الحداثية”.
ـــ الكتابة بالنسبة له بوحٌ لَحْظِيٌّ آني بالمكنون في الصدر، كل لحظةِ اختمارِ دفقة شعوريةٍ فكرية وجدانية ــ كمضمون ــ تفرض عليه شكل تعبيرها كجنس… يعشق لعبة تكسير الحدود بجنون.
نصوصه تكتبه، لا يتصيدها، قد يكون معها وبها وفيها نصاً شعرياً مرة، وقد يتحول قصةً مرة أخرى، وقد يتلون بألوان سيرة حيناً آخر، وقد يتشظى في متاهات ما يُكَسِّرُ حدودَ تجنيس من أنواع
ـــ زمن بداية الكتابة: هي لحظة جاءت متأخرة، ولادةٌ ذاتَ زمنِ شيخوخة، لحظة جاءت على غير سابق إرادة مع سن الخامسة والستين، شيخ بدأ الْحَبْوَ كبيراً يتعلمَ أبجديات مغازلة حروف.
البداية كانت بلعبة “خربشة” على لوح إلكتروني، فَرَّتْ من عالم الورق، سقطتْ في شَرك فضاء رقمي… تعثرات، سقطات، اختناقات، انتعاشات، وكانت البداية مع نص مسترسل من أوراق عديدة بعنوان:
غرب المتوسط : سيرة ملاح عجوز يرحل على متن سفينته “أشيلوس” عرضَ البحر يحاور أوراقه الشخصية الذابلة، وجاءت بعدها سيرة “معلم” يخلخل أوراقَ سيرته المهنية الإنسانية… وتوالت الأوراق الذابلة.

القصيدة:

“ليلة عيد ميلاد…
هي السبعون أقبلت”.
* قصيدة نثرية حداثية.

[ هذي السبعون منك بك اليوم غداً أقبلت
أمس الآن منك حروف أدبرت
ما الحروف
ما الزفرات
ما السطور
ما تلك منك انزياحات
ما الأحلام كانت ما تحققت
ولو في خيالات
وترتمي في حضن جب حب
تحرق المسافات
تحرقك
وذا السفين يغازل منك السر الدفين
ما ترتوي دنان
ما يركب البحرَ سطحُ قمر
أحمر
كان لك
ما ترقص فينوس في خوابيك
والقصيدة
وتلك روما رمادُ عنقاء
يمامةٌ زرقاء
وخلف الغاب غاب
ما فتحت منه الزرقاء اليمامة بعضَ أبواب
أياتي الغياب
أترحل تترك الصحاب
قف
تمهل
هذي الحروف ما هي لك
إن هي إلا لوطن ورضيع
رضيعٍ يشوي ظهر صقيع
قد جاء في أخبار الأولين الذاهبين في معارج الذهاب
ها سندبادكم قد عاد
لا البغلة معه تحبل بسربروس يعانق أنياب “رع”
وشعاع
يمشي على أرض ما كان يوماً معها في أعالي سماء
“بوسيدون” هو ثائر
ومن “غرب متوسط” رذاذ
“مايا” كسرت نايات
“باخوس” فقد وتينَ رغاف
وهذا الشاعر بين نعاج ضعاف
يسافر
في جبة شيخ
يعلو صدرَ أطلس وعذاب
تتهادى من صحائفه سطور
عذروات
وألوان عذابات
وفي القلب رعشة قديمة
قُبلة كانت قِبلة بليلة
أهداها وردة حمراء
رعشتُه الشقراء ولدت له منه
درعةَ
سبو
أمَّ الربيع
بردى
النيلَ
دجلةَ
وذاك البهيَّ الفرات
وما الشابل عاش في حضنك
يا
وطني
رحل إلى جب قصيد
وذا شاعركم نفسَه يعيد
يحلم لكم بفجر وليد
هيهات
هيهات
هيهات
أنّى للجنين من سطورٍ على خدود الكواعب تميد
قالت العرافة
قرأها الفنجان من شاعر
وخرافة
هو اليومَ ديوانُ عيد
زحافاتٌ
عللٌ
أسبابٌ
أوتاد تروح تجيء
تعيد
هو الذهاب الإياب
كَرّةً يعيد
وما السحاب من جبين عرعار
ديمةٌ تتقطر
ما الحروف حروف
ما الدواوين دفوف
سكت الهزار
نامت أنامٌ من أهل دار
وتلك الكهوف صفوف
تمزقت منها أوتار
وهذي الثواني السبعون ترحل
ومن شاعر تبقى حروف
ألوان عذابات فيك يا وطني
تطوف
هي الحروف
سبعون
زحافاتٌ على سطح قمر أحمر تهدي للعيد قبلةَ أطلس جديد
أسد يزأر
من الليل اَلْلَيَّلَ يثأر
ويعيد
في انتظار عيد ما هو بَعيد 


 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.