” كم أدمنت الانتظار” قصيدة للشاعرة : نعيمة حسكة

 

يدور الشئ حول ظله
يمضغ شكله
ويمضي إلى غير رجعة
الشمس تضم المدى
وأنا أجلس على مقعد خشبي
خلف محطة انتظار
أحمل عواطفي في حقيبة
كنت ساذجة
يدي وطن للأيتام
وقلبي منام
طيبة أفتح جوانحي للعابرين
للهاربين من الإعدام
أغذيهم أغنية أنتقيها من الأحلام
لم أر الأيدي تسرق عمري وترحل
وقفت ألوح من بعيد
هناك رجل ينمق الخيال
زخرفا ليهدهد المسافات
يزرعها ألحانا على أوثار القلب
ويمضي يغازل امرأة سحرية
هجرتها روائح البنفسج
تتمايل خلف المتاهات
الروح تتهادى مهجورة كغابة
خاوية على عروشها
كنت أسأل نفسي
كيف كنت ذات يوم
أحائط مبكى؟
واقفة صامتة ساكتة
ألامس روحي في الخيال
أراها شمسا
تبني صرحا من الخيال
لا أحب الانتظار
كلما أطلت الوقوف على الأطلال
تشمعت يد العشب
كم مرت بي السنون
واختفت
وأنا على خارطة يأسي أبتسم
ألوح للصدى لينير حدسي
أُشعل إسمي ومضة
أحدق للمكان يزهر
تعود الأشجان لأغانيها
أرى ظلي يتدرب على فرحة
فأتبعه
ألتقط أنفاسي
وهي تسيل رغبة
ولا أرى عصفونا يحط مصادفة
حين الشئ يمضغ شكله
وحول ظله يضرم نارا
يَعد ما يكفي من الكلام
ليصل الى قلب القصيدة
لا موت هناك لا حياة
لا سكة توصل للقيامة
بيتنا شقوق
الحائط مائل
الكرسي شاغر
لن يعود الغريب
لن يشهد رقصة الملائكة
لن نعود كما كنا
كلما ركضت الخيل
تطوي أجنحة المعنى
لا أحد هناك
لا أحد سيعود
لن يشهد البرهان الخلود
وأنا لن أخبركم
كيف خسرت الرهان
ما كنت لأشاكس صفاتي
كلما جاءني المخاض من جديد
انتحلت شخصيتي مصادفة
أحمل عواطفي في حقيبة
أجلس على مقعد خشبي
خلف محطة انتظار
كم أدمنت الانتظار.

نعيمة حسكة
طنحة المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.