” أيها الطائر” قصيدة للشاعرة : نعيمة حسكة
أيها الطائر المهاجر
مُرّ على الديار
سلم لي على الشوارع التي مشيتها والأحجار
والبساتين التي شهدت ذكرانا
والصحب الأخيار
ها أنا الغريبة
في أي اتجاه تسير بي قدمي؟
كلما تجعد الحنين في القلب
أصنع من بقايا جثتي شباكا
أصطاد من عمق الاحلام
همسا للأمنيات
لأهرب أغنية عشقتها
الموت يطارد الأمنيات
أكلما مضيت الى الأمام
تعثرت قدمي
أضعت وجهي في الزحام
كأن أساريري تيبست
تنوح على كتف الأمنيات
أو عطشت كلما العطش صار رفات
جفت الدموع لا ذكريات
أيها الطائر المهاجر
هل أنتمي للديار؟
أم لاجئة في وطني
عرفت منذ البداية
أن الغرباء منفيون
انكسرت مجاديفهم
ضاعت مراسيهم
تاهت مراكبهم
وأنا اراوغ الصبر العسير
يخرج مني الوقت طلقة
فيتربع الحرمان على عرش الأيام
كل يوم يأخد لونا، شكلا
تذبل الألحان في حنجرة القلب
بين فرحة وفرحة كومة حطب
والقلب نار تدروها الرياح
خسرت كل رهان
وصلت قمة التأهب لنسيان
لذة القبلة والهيام
نسيت كيف الإحساس بالحب بالأمان
ااااه كيف أسقطتني من حسابها الأيام
هكذا مرنتني
كفكفي الدمع وامضي
استقلي أول قطار للأحلام
لكن يبوء خطوي بالفشل
يُخيل لي أن دمي محرقة
والكون الفسيح لقلبي مشنقة
الدمع حفر أخاديدا في الخد وانزلق
والرمح الذي سويته كل العمر
للقلب النازف اخترق
غذر هي الأيام
والآلام وشما على صدر الأفق
كيف أقرأ فن الحب من جديد
وأتهجى أحرف العشق
أيها الطائر المهاجر
هل أنتمي للديار؟
أم لاجئة في وطني
أعُدُّ الأصفار
قد أكون وردة مخفية
أو قصيدة عشق في أمسية شعرية
أو وجودا مبهما لا يعرف مغزى الأبدية
أو قافَ الوقْت ساكنة ترصد نجمها بعفوية
تائهة في المدى
أقتبس من الماء تماهيه مع الألوان
ومن الفجر عذوبة وعنفوان
أكحل بهمسة دفء أعين الأقحوان
كلما ولدت بلا موعد
يصدح الصبح يهنيء المرايا
التي عرفت وجهي وألفت معنى الحكايا
صدفة ولدت صدفة أموت
وفي الحياة هبات
كلما أراني أقتفي مصيري
يصدح الجرح من كل الجهات
أمس فات واليوم إيقاع حتمي
والغد آت بكل الصفات
الموت مؤجل عن غير قصد
سأستقل قطار الحياة
ما يزال في العمر بقية
رحل الطائر
وبقيت لاجئة في الديار
أعُدُّ الأصفار دوائرا دوائرْ.
الشاعرة نعيمة حسكة
طنحة المغرب
5/11/2022