الشاعرة سلمى الزياني تكتب قصيدة :” القصائد وحدها لا تكفِ “

القصائد وحدها لا تكف
يجب أن تهرب من هناك
شاعرة قريبة من كل المحطات
شاعر وحيد تحت ظلال قصب الوادي
و حجارة كبيرة
تسيخ السمع لصمم المعنى
الشذا
جراء الورد
يئن في نعاس الخريف
الخريف كتب قصيدة حزينة للحقول
الحقول لا تحب القصائد
كانت تخفيها عن عيون الذين سيبدعون غذا
القطار وحده
لا يكف للذهاب و الاياب
على المسافات ان تكون
ساعيا يحتفظ ببريد الذاكرة
ينفلت من جلد الغياب
أيها الزمن
الذي ينافس الأمكنة
ابتسامتي نضجت للتو
زرعت قصيدة في عنق الحنين
و تركت الكثير من الذكرى
أخبرها
انها بعد النزع و الفصل
ستنطلق
ستتلبّس بدفعات النزع لتصير طفلة تراقب
كيف ترتعد في العتمة شفاه العناق
و ما من يد تقيد هاء هروبها
أو زنزانة تغامر بحراسها
لتجعلها تمضي لمرة أخيرة
أيها المكان
الذي نسي مقاعد الغياب
لم كنت تقيد رمش دمعك
بفتيلة ستنطفئ
مثل همسة في أذن العمر
لم تقتنع أن الدرب إلى ناصية القلب
موحش و شائك
كيف تنازلت عن ملكيتك
مقابل حفنة سكر
و قايضت حلمك بلحظة هاربة
دون أن تختم آخر ورقة في جواز الفرح
بتنهيدة لقاء صغير
و لم دلقت كل الغناء دفعة واحدة
قبل أن يعترف باقزامه الستة
يا ذا اللحظات القصيرة
هل ستؤمن بالزمن
لتعلم الحقول أنها صورتك الأولى
و أن الكرز هو لون شفاهك
و أن الورد مواسم شوكه يفنى تحت خطاك
و إني حين تمنيت أن أكون شجرة تفاح
شتتني الريح خارج مدارك
لأجزب قدري و ما غرست على بابك بقُفل
أيها الزمن يا سيد العارفين بأعماق المحبة
تباطئ بعد فوات التراب
و اطمر فؤوس خيبتك
دلها إلى نجمة تقيم منذ أول آه بين مرايا نفسك
و ابحث
ابحث قليلا
فكل مرآة مكسورة هي شظايا من صدرك
و تمنعن بالانطفاء نكاية باللقاءات
يا خنجر الصمت
يا مشعل الأمل في مواقد العمر الملل بالحزن
يالكاذب الصادق
يالفرح الهارب
يالعمر الفتي
يالعشق المقدم
يا ألف اسم لك
خبئ لي في جيبك بعضي
قريبا صغائر العدم
ستنثر ما تبقى مني
في صدر حكمتك
لعلي أدرك تيك المحطة
ألوح لقطاراتها
هنا تدفن كلمة الغياب
التي صارت قصائد
القصائد وحدها لا تكفِ
يجب أن يكون مبررجيد
لقتلها
هنا تبتسم للشوق طفلة من ثلج
هنا القناديل لا تنطفئ..

سلمى الزياني /سويسرا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.