قراءة في قصيدة الشاعرة ليلى حجامي “زهرة الغنج” تحت عنوان: ‘ الصوت الخفي في التراث الافريقي ‘ للناقدة الواعدة ندى التازي

الشعر إحساس عميق، صوت يتردد بداخلنا جميعا، لكن قلة من يجيد التعبير عنه وشاعرتنا الفذة الغراء ليلى حجامي لم تعبر في قصيدتها عن الحب ولم تكتب قصيدتها تغزلا بطبيعة ولا حبيب وإنما كتبتها بمداد وطنية حقة وفخر بأصول ضاربة في أعماق الزمان وهذا ما يظهر لنا جليا عند اطلاعنا على بداية القصيدة.
قصيدة “زهرة الغنج” قصيدة نثرية غير خاضعة لنظام الشطرين والعروض، متفاوتة الأسطر من حيث الحجم ومختلفة المعاني والدلالات إذ نجدها خليطا متجانسا ومنصهر المعنى يوحي لنا بمقدار ولع وفخر الشاعرة المغربية بوحدتها الوطنية وأفريقيتها.
بمجرد انتقالنا إلى تصفح أسطر القصيدة الباذخة تجدبنا الكلمات المنتقاة بعناية. ذكرت الشاعرة ليلى حجامي في قصيدتها الاحتلال، الحدث الذي ميز تاريخ المغرب وبلدان أفريقيا عامة بالمقاومة والذي أبان فيه الأفارقة عن مدى حب انتسابهم لقارة أفريقية مباركة، إذ قالت الشاعرة عن الاحتلال “احتلال غير لون شفتيك”. تحدثت الشاعرة بصفة خاصة عما كتب عن أفريقيا وكنوزها وهذا ما نجده في السطور الآتية
“شفاء من الشفا
كتاب محفوظ
بأجمل الألحان”.
ذكرت الشاعرة ليلى حجامي في قصيدتها سحر الأغاني الأفريقية حيث نجد الأغنية الأفريقية هي الأم التي تفثقت عنها أغاني الجاز وكناوة لقولها:
” كل الأغاني تسكننا
أفريقية السيقان”
ولا يخفى عنا أيضا دور الدين الإسلامي الكبير في خلق المحبة  والود والسلام بين شعوب القارة  أما التبادل التجاري بين الدول الأفريقية عريق جدا منذ العصور القديمة أيام السلاطين العلوين ومن تمة نسجت الأساطير، والحكاية عن الجن والزنوج.
قصيدة الشاعرة ليلى حجامي قصيدة غنية عن التعريف لما  تحمله من أساليب غاية في الجمالية والتناسق والدقة والروعة، تروق لكل عاشق لسمو الحرف ومحب لمدح الأصول.

بقلم ندى التازي
16 سنة
========القصيدة =========
قصيدة:  زهرة الغنج

أفريقيا
هذه السوادير التي
باتت في حضن الزمان
مجلية منسية
فحملت بصمة
تاريخ مغربيه
قدم ابن بطوطة والوزاني
شفاء من الشفا
كتاب محفوظ
بأجمل الألحان
نحن الواقفون
على باب الأجداد والأمجاد
جبل طارق بن زياد
نرى محياك
وضاء بلا مساحيق
لم نكن نحتاج لشيكات
نتبادل الجوهر على
جناح طير في سماك
غنج يكحل عينيك
ولا غرابة من غربة
احتلال غيَّر لون شفتيك
كانت البسمة تغريده
عزفت غناك
أنت كل الألسنة
أسطورة الأسماء
فريدة زنبقة هواك
نهر النيجر
ومن دكار أذكار
غردت صلاة أفكار
تجمعنا هنا وهناك
جعلت خيوط الشمس
من المحبة عنوان
مملكة لكل التيجان
كل الأغاني تسكننا
أفريقية السيقان
وما تبقى من المشي
إلا دم في الكيان
يقول أنا الانسان
أنتمي لكل الأوطان
يتغنى بغناك.
بقلم الشاعرة والزجالة والقاصة ليلى حجامي، من ديوان “ريشة من ذهب” الصادر عن مطبعة ربانيط سنة 2022.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.