الإعلامي والصحفي أحمد بيوزان يكتب رسالة لابنه بعد حصوله على ماستر التدبير المقاولاتي بمدريد

 

عفوا فلذة كبدي ، عفوا لأنني قصرت في مجهوداتي معك ، عفوا إبني لوصولك لهذه المرتبة من التربية والعلم والتكوين ، فطموحاتي حبيبي كانت أكثر وأكبر من هذا ، عفوا أيها الرائع فجهدي قد ضعف ، وقوتي قد خارت قبل أن أراك في أعلى العليين … عفوا يا حبيبي لأن طموحي كان أن تكون الأفضل في العالم بل في الكون … هذا طبيعي اسألوا الآباء أي المراتب يريدونها لأبنائهم ؟
لكن الحمد لله علمتك العفاف والكفاف والغنى عن الناس … الحمد لله علمتك أن تشكر من لهم فضل عليك … لأن من لا يشر الناس لا يشكر الله … علمتك أن تكون شريفا بعزة نفسك ودماثة أخلاقك … علمتك أن الدين الحقيقي هو أن تضع يقينك في الله وأن تاخذ ما هو لك وتدع ما ليس لك به شأن …
علمتك وأنت في وهنك وضعفك أنك إذا كبرت واشتد عودك ارحم عزيزا في مجتمعه ذل وضعيفا في قومه استغل .
الحمد لله علمتك أن تأكلها من عرق جبينك فلا نصب ولا احتيال لوضع لقمة حرام في فمك … علمتك أن الكنز الحقيقي ليست هي المناصب أو الكنوز .. بل الكنز الحقيقي هو الأخلاق، فتسلحت بالأخلاق وتزينت بالمكارم .
نصحتك أن تخرج من هذا البلد الظالم أهلها حتى لا يظلمك البلطجية والنصابة . وبالنصيحة استنصحت ولبيت ، فسافرت ونجحت بل تألقت وأبليت البلاء الحسن .
سر في ظل رضى الله لن يخيب مسعاك ولن ينطفئ نورك .
الله يرضي عليك يا إبني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.