فريدة عدنان تكتب : إلى هاجري

قبل كل الكلام مشتاقة إليك رغم كل ماكان .
اليوم وأنا أبحث في دفاتري القديمة وجدت ورقة صفراء شاحب لونها. مكتوب عليها بدمع نزف عبر صمغ قلم أزرق باهت :”كل عام وأنت بألف خير… أحبك..أحبك..وسأحبك..”
كانت تلك الكلمات المقتضبة رسالتي إليك كل عام. الرسالة التي تحمل مجلدات من الأحاسيس التي لن تترجمها كل لغات العالم .
واليوم أكتب إليك في نفس تاريخ الرسالة المقتضبة الطويلة.تاريخ لم يغب عن ذاكرتي لحظة واحدة. إنه يوم ميلادك الذي أحتفي به كل عام بل أنتظر قدومه عله يحملك مرة أخرى إلى دنياي التي رحلت عنها طوعا. وتركتني أتخبط في موج من الأسئلة التي تطوقني حد الإختناق ولم أجد لها يوما جوابا.
غيابك المفاجئ أخرسني انتظرتك يوما بعد يوم ،سنة تمضي وأخرى تأتي وأنا كما أنا متحجرة الأحاسيس والأفكار. كأن الزمن توقف بالنسبة لي منذ ذلك اليوم الذي صرخت فيه للمرة الأولى في وجهي دونما سبب يذكر.ظننت للوهلة الأولى أنك تمازحني كما كنا نفعل دوما. لم يخطر ببالي يوما أن تلك العيون الصافية العذبة كالغدير ستتكدر ويطالها الطوفان .ذلك السيل الذي جرفني بعيدا عنك وألقى بي في متاهات الحياة الكبيرة التي تهت في دهاليزها ففقدت فيها انتمائي وحتى تاريخ ميلادي.
بالأمس كان يوم ميلادك عيدا مقدسا في قلبي أقيم بحلوله احتفالات وأزين ليله بمصابيح الأمل،ومع فجره أقدم لك قرابين المحبة والاخلاص.
واليوم صرت أكتب إليك فيه كلمات مختصرة تنزف حروفها شوقا رماديا احترق في سنين بعدك الطويلة وبدأ مع مرور الوقت يخبو رويدا رويدا. لكن نار تلك الأسئلة المتضاربة تأبى إلا أن تتأجج في صدري
وتحملني على الكتابة إليك مرة بعد مرة والإلحاح في معرفة سبب الطوفان المفاجئ الذي هم بنا. حاولت أن أستسلم لللأمر وأقول كما يقال ماجدوى الأجوبة فما كان كان والزمن لا يتوقف عند أحد؟!
لكنك لم تكن بالنسبة لي أي أحد فقد كنت الأوحد في قلبي وذلك النور الذي أبصر به فأفقدتني بصري ،وتركتني عمياء أتخبط ذات اليمين والشمال حتى ضاع مني صوابي ،فلم أعد أرى غير رحيلي الآن صوابا. موؤودة أنا وأنت قاتلي حقي عليك أن أعرف ما ذنبي وما السبب ؟! أكون شاكرة لك بلا عدد.
وختاما أتمنى لك عاما سعيدا يامن كنت في حياتي أميرا سعيدا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.